ماذا يمكن أن تقول في حال وجدت نفسك فوق قمم جبلية عالية تلامس الغيوم؟ أو ماذا تقول عن تجربة التزلج على الرمال عند طلوع الشمس؟ هل فكرت في أن تغطس إلى أعماق البحار للتعرف على كنوز مدفونة هناك لمئات السنين؟ هذه التجارب، ربما تخالها ضرباً من ضروب الخيال، لكنها في الحقيقة واحدة من أجمل التجارب التي يمكن ممارستها في مكان واحد، إنه فيتنام بلا منازع.
صحيح أنّ البلاد تشتهر بمناظرها الطبيعية، وسياحتها البيئية، إلا أنها أيضاً وجهة مختلفة للخروج من أطر السياحة الكلاسيكية، والتوجه إلى أطر أوسع تشمل قائمة من المغامرات والنشاطات الرياضية الخطيرة نسبياً.
تقع جمهورية فيتنام في جنوب شرقي آسيا على خليج تونكين وبحر الصين، عاصمتها هانوي. بحسب تقرير لصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، فإنّ فيتنام تمكنت من محاربة فيروس كورونا، ولم تعد تسجل اليوم أي إصابات جديدة، ما يجعلها وجهة آمنة.
التزلج على الرمال
موي ني، بلا منازع عاصمة المغامرات الرياضية في فيتنام، حتى أن البعض يدعي أنها عاصمة المغامرات لدول آسيا، نظراً لما تحتويه من أماكن طبيعية لا يمكن إيجادها في منطقة جغرافية أخرى.
في هذه المنطقة تزدهر سياحة التزلج على الرمال، نظراً لوجود ما يشبه الصحارى مع وجود الكثبان الرملية. وتقول صوفيا لاغاس، بحسب مدونة Adventure in you، إنّ "ما يميز الرحلة الى هناك، هو أنّ السائح على موعد للمبيت في مخيمات صحراوية، قبل أن ينطلق في رحلة مليئة بالتشويق عند ساعات الفجر".
الرمال لا تكون شديدة السخونة في هذا الوقت، لذا تعج المنطقة بالزوار في هذا التوقيت بالذات. تبدأ الرحلة باستئجار الأدوات الخاصة بالتزلج، ومن ثم يبدأ السائح بالتدحرج ضمن المسارات المحددة، وما يزيد من جمال الرحلة هو الالتقاء بمغامرين من جميع أنحاء العالم، يؤدون ألعاباً بهلوانية ورياضية استثنائية، فتشعر بأنك أشبه بمهرجان رياضي.
تسلق الجبال
في جبل فانسيبان، مغامرة مختلفة تنتظر السائح. يقصد الجبال مئات الزوار من حول العالم لممارسة رياضة التسلق والقفز من القمم بواسطة الحبال. إنها تجربة لا يمكن تفويتها في فيتنام. يبلغ ارتفاع جبل فانسيبان 3143 متراً، وهو أيضاً أعلى قمة في منطقة الهند الصينية، لذا توقع تحديًا صعبًا في ظل ظروف مناخية متقلبة.
تستغرق الرحلة إلى هناك 3 أيام، خلال هذه الأيام يمر السائح بالعديد من القرى الجميلة، حيث يتعرف على سكان المناطق النائية وطرق معيشتهم. وهي تجربة فريدة أيضاً لممارسة رياضة "الهايكنغ"، أو السير لمسافات طويلة قبل الوصول إلى القمم الجبلية.
يصف المغامرون رحلتهم إلى الجبل على موقع adventureinyou، بأنها تشبه إلى حد ما وقوفك في ساحة للقتال، حيث تقاتل الرياح العاتية والتضاريس الوعرة، والتسلق الحاد.
رياضة مائية مختلفة
إذا كنت تمارس رياضة التجديف من قبل، فاعلم أنك ستخوض تجربة أصعب بكثير مما تبدو عليه لكنها ممتعة للغاية. في منطقة دالات، والتي يقال إنها منطقة لا تستقبل سوى أصحاب القلوب القوية، تعتبر المكان المثالي لممارسة رياضة التجديف، في أجواء طبيعية رائعة جداً، حيث تنتشر الأنهار والبحيرات والشلالات في جميع أرجاء المدينة.
تقع مدينة دالات في مرتفعات فيتنام، وهي مدينة صغيرة تم بناؤها في الأصل كملاذ ومنتجع للمستعمرين الفرنسيين. تتميز بطقسها البارد، وبيئتها الخضراء، وغاباتها المطرية.
الإقامة هناك لها رونقها وجمالها الخاص، حيث يمكن للزوار الذين أرادوا المبيت، أن يتوجهوا إلى مكان يُدعى Dalat Family Hostel تديره سيدة مع ابنتيها، يطغو الجو العائلي على الإقامة. ففي المساء، تعد الأم وجبة ضخمة وتضعها على الأرض. ثم يجتمع الزوار مع العائلة ليتناولوا العشاء معاً.
الاكتشاف المثير
يعد عبور الطرق في فيتنام مغامرة بحد ذاتها، خاصة الطرق الفرعية، لأنها توفر فرصة للزائر للتعرف على تقاليد السكان، فما بالك إذاً باستئجار دراجة هوائية، واكتشاف البلد بطريقة استثنائية؟
تقول لاغاس: "إذا كنت ترغب في مغامرة، فعليك شراء دراجة نارية أثناء وجودك في فيتنام، والانطلاق برحلة، تجوب خلالها الأسواق القديمة، والأماكن الأثرية، وصولاً إلى حقول الأرز والغابات".
في هذه الرحلة، لا يحصل الزائر فقط على الحرية المطلقة، ولكنه سيُدهَش من كمّ الأشياء والأماكن التي سيتعرف عليها.
وخلال الجولة، سيكون السائح على موعد أيضاً للتعرف على الأطباق الشعبية التي تمتاز بها البلاد، ففي الصباح رائحة الفطائر والأرز تعبق في الأحياء السكنية، أما بعد الظهر، فإن رائحة حساء اللحم والخضار ستجعلك تنسى عناء وتعب الرحلة، وفي الليل، لا بد من تناول العشاء في المطاعم السياحية المطلة على الأنهار، نظراً لشعبيتها وتنوع برامجها الفنية من غناء ورقص فلكلوري.
الوجه الآخر
يعد اقتصاد فيتنام من الاقتصادات الاشتراكية التوجه، ويحتل المرتبة الخامسة والأربعين عالميًا من حيث الضخامة وفقًا للناتج المحلي الإجمالي الاسمي والمرتبة الثالثة والثلاثين عالميًا كأكبر اقتصاد، وفقًا لمعادلة القوة الشرائية.
سعت فيتنام للانضمام إلى المنظمات الدولية والإقليمية المجاورة، فهي عضو في كل من منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ورابطة دول جنوب شرقي آسيا ومنظمة التجارة العالمية.
تشتهر البلاد بالزراعة، وهي من أُولى الدول في زراعة الأرز عالمياً، فضلاً عن الفاكهة والخضروات. وإضافة إلى القطاع الزراعي، تشتهر البلاد أيضاً بكونها واحدة من أكثر الدول استقطاباً للمؤسسات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وقد باتت البلاد في السنوات الأخيرة، وجهة سياحية هامة، حيث تستقطب العديد من السياح حول العالم. وتتراوح تكاليف الرحلة السياحية ما بين 1000 و2000 دولار، نظراً لأن تكاليف الإقامة ليست مرتفعة، فالإقامة في الفنادق لا تتطلب أكثر من 50 دولاراً في الليلة الواحدة، أما بالنسبة للطعام والشراب، فإنّ الأسعار لا تتعدى 10 دولارات في اليوم الواحد. وتعد الرحلة إلى هناك منخفضة الأسعار مقارنة ببقية الدول المجاورة لها.