الروبل الروسي يسعى للاستفادة من الانتخابات الأميركية

04 نوفمبر 2020
محل صرافة في وسط العاصمة موسكو
+ الخط -
اظهر الملخص
- الروبل الروسي يشهد تعافيًا طفيفًا في بورصة موسكو بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته منذ انهيار اتفاق "أوبك+" وتفشي جائحة كورونا، مع تجاوز الدولار عتبة الـ80 روبلاً.
- تأثر الروبل سلبًا بعدة عوامل منها تشديد إجراءات الحجر الصحي في أوروبا والغموض حول نتائج الانتخابات الأميركية، مما أدى إلى تراجع الطلب على الأصول عالية المخاطر.
- توقعات بأن يكون لنتائج الانتخابات الأميركية تأثير مهم على ديناميكية سعر صرف الدولار، مع تحذيرات من تسارع وتيرة إفقار السكان في روسيا بسبب تراجع قيمة الروبل والانكماش الاقتصادي.

سجل الروبل الروسي تعافياً طفيفاً في تعاملات بورصة موسكو، أمس الثلاثاء، بعد أن تخطى الدولار الأميركي عتبة الـ80 روبلاً في تعاملات بداية الأسبوع فيما يعد أدنى مستوى له منذ انهيار اتفاق "أوبك+" وبدء تمدد جائحة كورونا في مارس/ آذار الماضي. وبذلك بلغ سعر صرف الدولار في تعاملات ظهر الثلاثاء نحو 79.7 روبل للدولار الواحد. وجاء تهاوي الروبل مطلع هذا الأسبوع تحت وطأة مجموعة من العوامل، بما فيها تشديد إجراءات الحجر الصحي في أوروبا بعد معاودة غصابات فيروس كورونا صعودها والغموض حول نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت أمس وسط احتدام المنافسة بين الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ومرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن. 

وفي هذا الإطار، يعتبر كبير المحللين بشركة "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، أن الروبل تعرض في بداية الأسبوع الجاري لمفعول مجموعة من العوامل الخارجية غير المواتية، مرجحاً أن يكون لنتائج الانتخابات الأميركية تأثير مهم على ديناميكية سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى. 

ويقول غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد": "سقط الروبل الاثنين ضحية للظروف الخارجية غير المواتية. على مدى الأيام الماضية، إذ شددت العديد من الدول الأوروبية إجراءات الحجر الصحي على خلفية صعود الموجة الثانية من جائحة كورونا، مما يؤدي إلى حالة القلق بالأسواق والمخاوف من تراجع نشاط الأعمال وتباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي وانخفاض الطلب على الموارد. في هذه الظروف، يتراجع الطلب على الأصول عالية المخاطر، بما فيها النفط والروبل". 
وحول تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على الدولار، يضيف: "تخلق الانتخابات الأميركية حالة من الغموض السلبي للروبل. سيساهم فوز بايدن والديمقراطيين في تراجع الدولار في حال اتخاذهم إجراءات جديدة لضخ الأموال لدعم الاقتصاد وزيادة الضرائب، بينما سيعزز فوز ترامب ارتفاع الدولار. لكن في المقابل، قد يؤدي فوز بايدن إلى تخفيف الحظر النفطي المفروض على إيران وتدفق إمداداتها إلى السوق". 
ومن بين العوامل الأخرى التي قد يكون لها تأثير على أداء الروبل، يذكر غويخمان تطور الوضع مع الجائحة، والوقائع الاقتصادية في روسيا وأعمال المصرف المركزي الروسي، وزيادة إنتاج النفط في ليبيا بعد تراجع وتيرة أعمال القتال، ومستقبل أسعار النفط وسياسات "أوبك" وما إذا كانت المنظمة سترجئ خطة زيادة الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتباراً من يناير/ كانون الثاني المقبل. من جهتها، حذرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في عددها الصادر أمس من أن تراجع قيمة الروبل والانكماش الاقتصادي والموجة الثانية من الوباء ربما ستؤدي إلى تسارع وتيرة إفقار السكان. 
و

لفتت الصحيفة إلى أن دخول الأفراد في روسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري تراجعت بنسبة تزيد عن 4 في المائة قياساً بنفس الفترة من العام الماضي حتى من دون احتساب نسبة التضخم، محذّرة من أن الموجة الثانية من ارتفاع الأسعار الناجمة عن زيادة قيمة الواردات، ستزيد حتماً من سرعة تراجع الدخول الحقيقية للروس نظراً لتسارع التضخم. 

المساهمون