- تأثير الجودة والاستيراد: يساهم الاستيراد من إسبانيا في تحديد الأسعار، حيث يمكن أن تصل إلى أربعة دولارات ونصف للكيلوغرام للثوم المحلي عالي الجودة، مع اهتمام المنتجين المحليين بتحسين جودة المنتج عبر عمليات التجفيف.
- تحديات الإنتاج المحلي: يعاني الإنتاج المحلي من انخفاض بسبب الجفاف، حيث لا تتجاوز المساحة المزروعة ألفي هكتار، مما يضطر المغرب للاعتماد على الاستيراد لتلبية الطلب السنوي البالغ 40 ألف طن.
ما زالت أسعار الثوم مرتفعة في المغرب، إذ تضاعفت في الأعوام الأخيرة متأثرة بالجفاف وتقلبات العرض في السوق الدولية، التي تؤمن حوالي ثلثي الاستهلاك المحلي. وتتراوح أسعار الثوم في سوق التجزئة في المغرب في الفترة الأخيرة بين أربعة وخمسة دولارات، بعدما كانت تتأرجح قبل خمسة أعوام بين دولارين وثلاثة دولارات.
ويوضح التاجر وعضو الاتحاد العام للمقاولات والمهن، محمد تكادة، أن أسعار الثوم في السوق المحلي تحدد حسب حجم المنتج والجودة، إذ إنه يمكن أن تنخفض في بعض الأحيان إلى حوالي ثلاثة دولارات. ويذهب في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن الاستيراد يساهم في مستوى الأسعار الحالي في السوق المحلية، مؤكداً أن المغرب يؤمن جزءاً مهماً من مشترياته من تلك السلعة من إسبانيا التي تعتبر أول منتج في أوروبا.
غير أن عزيز وثيق؛ أمين سوق الجملة للحبوب والقطنيات بالدار البيضاء، يلاحظ أن سعر الثوم المحلي على غرار المستورد يمكن أن يرتفع في السوق إلى أربعة دولارات ونصف للكيلوغرام، إذا ما توفرت فيه شروط الجودة. ويؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد" أن العديد من المنتجين المحليين أضحوا أكثر حرصاً على جودة ذلك المنتح، حيث شرعوا في الاعتناء بعملية تجفيفه قبل عرضه في السوق، ما يضمن إقبال المستهلكين عليه.
تطور أسعار الثوم
وكان سعر الثوم قد قفز في هذه الفترة من العام الماضي إلى ما بين سبعة وثمانية دولارات ونصف للكيلوغرام في المحلات التجارية التقليدية والعصرية. وخرجت أسعار الثوم عن السيطرة في سياق الأزمة قبل أربعة أعوام، حيث قفزت من حوالي دولارين للكيلوغرام إلى ما بين أربعة وخمسة دولارات، قبل أن ترتفع إلي ستة دولارات. وهو مستوى غير مسبوق في المغرب، الذي كان الثوم يصل فيه في أقصى الحالات إلى حوالي ثلاثة دولارات للكيلوغرام.
ولا يجد المنتجون مبرراً لأسعار الثوم غير المسبوقة في السوق المغربية، رغم انخفاض الإنتاج المحلي بسبب الجفاف، الذي عزّز الارتهان للاستيراد. ولا تتجاوز المساحة المخصصة لزراعة الثوم في المغرب ألفي هكتار في منطقتي تالوين وتازناخت بالأطلس الكبير، وسهل السايس بمنطقة الحاجب وبوفكران.
ولا يتعدى الإنتاج المحلي من الثوم في المتوسط 12 ألف طن، بينما يصل الطلب إلى حوالي 40 ألف طن سنوياً، حيث يتم تأمين جزء كبير من الحاجيات عبر الاستيراد. ويرتهن المغرب لتقلبات الأسعار في السوق الدولية، التي تتميز بمساهمة الصين بحوالي 80 في المائة من الإنتاج العالمي، بالإضافة إلى مصر وفرنسا وإسبانيا، التي تعتبر أول منتج أوروبي للثوم. وتأثر إنتاج الثوم في البلدان المصدرة بالأمراض والظروف المناخية غير الملائمة، ما انعكس سلباً على المساحات المزروعة والمردودية، ما يفسر المستويات القياسية في الأسواق الأوروبية.
وتراجعت المساحة المزروعة بالثوم في إسبانيا في الموسم الأخير بحوالي الربع، مقارنة بالموسم الذي قبله، وهو ما يفسر سعي المنتجين في ذلك البلد المصدر إلى رفع هوامش أرباحهم بسبب ارتفاع التكاليف، خاصة تلك الخاصة بالتأمين.