الأثرياء الروس يحولون أصولهم إلى موسكو خشية المصادرة في الخارج

11 مايو 2024
مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو/ 25 فبراير 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأثرياء الروس يعيدون أصولهم إلى الوطن خوفًا من مصادرتها في الخارج، في ظل حظر قبرص وسويسرا لخدمات إدارة الصناديق العائلية للروس، وسط محاولات روسيا لجذب رؤوس الأموال المهاجرة عبر توفير مزايا ضريبية وإنشاء مناطق إدارية خاصة.
- بعض المليارديرات الروس يواجهون مخاطر تأميم أصولهم عند إعادتها لروسيا، لكنهم يفضلون ذلك على خسارتها في الغرب، مع تحول بعضهم لبدء حياة جديدة في روسيا رغم العقوبات.
- الحكومة الروسية تسعى لتحسين الظروف لعودة رؤوس الأموال الروسية، في محاولة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير بيئة آمنة للمستثمرين الروس في مواجهة العقوبات الغربية والتهديدات بمصادرة الأصول.

بدأ الأثرياء الروس في إعادة أصولهم إلى روسيا خوفًا من مصادرتها في الخارج، بعدما فرضت قبرص وسويسرا حظرا على خدمات إدارة الصناديق العائلية للمواطنين الروس، في الوقت الذي أكد فيه خبراء روس أن بلادهم تسعى لاستقطاب واستيعاب رؤوس الأموال المهاجرة. ووفقا لتقرير حديث لوكالة بلومبيرغ، فإن بعض الأثرياء الروس يبحثون عن طرق لترك رؤوس أموالهم في الغرب، بينما يقوم آخرون بنقلها إلى دول صديقة، مثل دولة الإمارات، أو إعادتها إلى روسيا، وأشارت إلى أن السلطات الروسية تحاول منذ سنوات عديدة تهيئة الظروف لعودة رأس المال المهاجر، بما في ذلك إنشاء المناطق الإدارية الخاصة ومنح مزايا ضريبية.

وأضافت الصحيفة أن الأثرياء الروس يضطرون إلى إعادة الأصول إلى الاتحاد الروسي على الرغم من الخطر القائم المتمثل في تأميمها. وقال اثنان من المليارديرات، شرط عدم الكشف عن هويتهما، للوكالة إنهما يحاولان عدم التفكير في الاستيلاء المحتمل على أصولهما لصالح الدولة، مشيرين إلى أنه لا يمكنهم الآن القيام بأعمال تجارية إلا في روسيا. وقال رجل أعمال آخر خاضع للعقوبات إنه لم يقرر بعد ما سيفعله بأصوله، لكنه وعائلته قرروا بدء حياة جديدة في روسيا. 

من جهتها، قالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة الروسية تحاول في الوقت الحالي العمل على تهيئة الظروف لعودة رؤوس أموال رجال الأعمال الروس إلى بلادهم مع توفير البيئة الآمنة والمناسبة لهم بعيداً عن العقوبات الغربية ومصادرة أموالهم ". وأضافت بولياكوفا أن "الغرب بدأ يفهم أن الوضع الاقتصادي في روسيا يتحسن مقارنة ببداية العملية العسكرية في أوكرانيا وفرض العقوبات، في حين أن أوروبا على وشك (الركود العميق). بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة روسيا على تحمل العقوبات والضغوط يعد إنجازا كبيرا سيدرس في المستقبل، كما يرى الخبراء الاقتصاديون الروس".

 

وتضم قائمة بلومبيرغ لأغنى رجال الأعمال في العالم 26 روسيًا، وتقدر ثرواتهم مجتمعة بحوالي 350 مليار دولار. ويبلغ متوسط عمر أعضاء القائمة 63 عاما، ما يعني أن كيفية اتخاذ قرار بنقل ثرواتهم ومكانه في العقود المقبلة سيؤثر على الاقتصاد ككل وقطاعاته المختلفة. يذكر أنه في وقت لاحق تمكن بعض رجال الأعمال الروس الذين تم إدراجهم في قوائم العقوبات من تحقيق رفع الإجراءات التقييدية، ففي يوليو/تموز 2023، تم رفع العقوبات البريطانية عن رجل الأعمال أوليغ تينكوف. بعد ذلك، وجه تينكوف نداءً مفتوحًا إلى رجال الأعمال الروس، حذر فيه على وجه الخصوص من إمكانية تأميم الأصول المتبقية في روسيا في أي وقت. وفي الوقت نفسه، أشار تينكوف إلى أن رجال الأعمال الذين غادروا روسيا إلى الغرب لديهم فرصة لرفع العقوبات. 

وكانت مجموعة الدول السبع قد جمدت أصولا مالية روسية بنحو 300 مليار دولار بعد قليل من غزو موسكو لأوكرانيا في 2022. ومنذ ذلك الحين، دخل الاتحاد الأوروبي والمجموعة في نقاش بشأن كيفية استخدام هذه الأموال لمساعدة أوكرانيا وما إذا كان لهم حق استخدامها من الأساس. وتوعد المسؤولون الروس في نهاية إبريل/ نيسان الغرب برد "قاس" وإجراءات قانونية "لا نهاية لها" إذا استخدم هذه الأصول.

المساهمون