ارتفاع أسعار النفط وسط انخفاض إمدادات أوبك وبيانات الوظائف الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة أوبك، في حين أشارت بيانات تظهر زيادة غير متوقعة في فرص العمل في الولايات المتحدة إلى توسع النشاط الاقتصادي والنمو اللاحق في الطلب على النفط. وصعد خام برنت 32 سنتا، أو 0.42%، إلى 77.37 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01.35 بتوقيت غرينتش. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 42 سنتا، أو 0.57%، إلى 74.67 دولارا.

وأظهر مسح أجرته وكالة رويترز، الثلاثاء، أن إنتاج أوبك النفطي انخفض في ديسمبر/كانون الأول بعد زيادة لشهرين. وبلغ إنتاج أوبك نحو 26.46 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بانخفاض 50 ألف برميل يومياً عن نوفمبر/تشرين الثاني. وسجلت الإمارات أكبر انخفاض في الإنتاج، حيث بددت أعمال صيانة الحقول في الإمارات زيادة إنتاج نيجيريا ودول أخرى في المجموعة. 

وفي روسيا، بلغ متوسط ​​إنتاج النفط 8.971 ملايين برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول، وهو أقل من هدف موسكو، حسبما ذكرت بلومبيرغ. وقرر تحالف أوبك+، الشهر الماضي، تأجيل خطته الرامية إلى البدء في زيادة الإنتاج حتى إبريل/ نيسان. وتوقع بنك غولدمان ساكس ومحللون آخرون فرض قيود على إيران قريبا، بسبب العقوبات الصارمة التي تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب فرضها.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهر مسح فرص العمل ودوران العمالة أن فرص العمل في الولايات المتحدة ارتفعت في نوفمبر/تشرين الثاني، فيما انخفض عدد حالات التسريح، وكان العمال مترددين في الاستقالة. وترتفع أسعار النفط مع النمو الاقتصادي. وقالت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة للعملاء، إن "بيانات مسح فرص العمل ودوران العمالة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، تظهر عند إقرانها بتقارير التوظيف الأخيرة، عودة سوق العمل إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا". 

طاقة

التحديثات الحية

خفايا وأساليب نقل النفط الخاضع للعقوبات الغربية حول العالم

وفي الولايات المتحدة أيضاً، ذكرت مصادر بالسوق، أمس الثلاثاء، أن مخزونات النفط الخام انخفضت الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات الوقود، وذلك استشهادا ببيانات معهد البترول الأميركي. وقالت محللة سوق الصرف الأجنبي رزان هلال إن المتعاملين يأملون في أن تساهم خطط التحفيز الصينية في دفع النمو مع شح الإمدادات بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. 

وأضافت في مذكرة، الثلاثاء: "رغم أن السوق حبيسة نطاق ضيق في الوقت الراهن، فإنها تسجل مكاسب على خلفية توقعات تحسن الطلب التي تغذيها حركة السفر في العطلات والتعهدات الاقتصادية للصين. ومع ذلك، فإن الاتجاه الرئيسي لا يزال هبوطيا". وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في يو.بي.إس، إن المتعاملين بدأوا على ما يبدو الأخذ في الاعتبار بعض مخاطر انقطاع الإمدادات الصغيرة لصادرات الخام الإيراني إلى الصين. 

توقعات أسعار النفط في 2025

وفي المستقبل، يتوقع المحللون أن تنخفض أسعار النفط في المتوسط ​​هذا العام مقارنة بعام 2024 بسبب زيادات الإنتاج من دول غير أعضاء في أوبك. وقالت شركة بي.إم.آي التابعة لفيتش في مذكرة للعملاء: "نحن متمسكون بتوقعاتنا بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في 2025، انخفاضا من متوسط ​​80 دولارا للبرميل في 2024". وأضافت "خفض التوقعات تقوده تقديراتنا للبيانات، والتي تشير إلى وجود فائض في المعروض خلال العام الجاري مع تفوق نمو المعروض على نمو الطلب بمقدار 485 ألف برميل يوميا". 

في المقابل، قال محللو بنك ستاندرد تشارترد إن سوق النفط العالمية لا تواجه فائضاً حتمياً في المعروض خلال العام الحالي في ظل تباطؤ نمو الإنتاج مع نمو الطلب، حيث يتوقعون أن يتحرك سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي بين 89 و93 دولارا للبرميل أغلب أوقات العام الحالي. وبحسب محللي البنك، وبينهم إيميلي أشفورد وبول هورسنل، من المتوقع زيادة الطلب العالمي بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي و1.2 مليون برميل في العام المقبل.

طاقة

التحديثات الحية

بدائل روسية لتصدير الغاز بعيداً عن أوكرانيا... واضطرابات لأوروبا

وأضاف المحللون، وفقا لوكالة أسوشييتدبرس، أنه في ضوء هذه الزيادة المتوقعة للطلب، وتوقعات الإنتاج في الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة، فمن المحتمل سحب 200 ألف برميل يوميا من المخزونات خلال العام الحالي. 

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن تقرير البنك توقعه وصول أسعار النفط خلال الربع الأول إلى 89 دولارا للبرميل، و92 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني و95 دولارا للبرميل خلال الربع الثالث و93 دولارا خلال الربع الأخير من العام الماضي. وقال المحللون إن "التوازنات في عامي 2025 و2026 تعني أن تجمع أوبك+ سيظل مسيطرا على السوق بشكل جيد، خاصة إذا تم الحفاظ على التحسن في الالتزام بحصص الإنتاج" للدول الأعضاء. 

(رويترز، أسوشييتدبرس، العربي الجديد)