مع إطلاق "الهيئة العربية للمسرح" سنة 2009، ومقرّها في الشارقة، مهرجاناً يُقام كلّ عام في عاصمة عربية مختلفة، لم تتوقّف الانتقادات من مخرجين وفنانين وفاعلين مسرحيين ضمن مستويات متعدّدة، حيث اعتبر بعضهم أن هناك تبادلاً للمنافع بين أعضاء لجان التحكيم وبين الفائزين بالجوائز.
كما أن التظاهرة لم تحقّق أهدافها الرامية إلى "دعم الفرق وإقامة الورش والملتقيات الفكرية والندوات والمعارض والإصدارات المسرحية"، إذ لم تخرج عن أخطاء وممارسات المهرجانات الرسمية العربية التي لم تضف جديداً، بل إن معظمها كرّس حواجز بين الجمهور من مختلف الشرائح الاجتماعية وبين المسرح، عبر إنتاج عروض تُقدَّم فقط لروّاد المهرجانات ضمن حالة مصطنعة لم تُفض إلى تطور يُذكر.
على المنوال ذاته، تُفتتح عند السادسة من مساء الجمعة المقبل، العاشر من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثانية عشر من "مهرجان المسرح العربي" في "قصر الثقافة" بعمّان، وتتواصل حتى السادس عشر منه، بمشاركة خمسة عشر عملاً من ثماني بلدان عربية.
المهرجان الذي يحطّ رحاله في العاصمة الأردنية للمرة الثانية بعد أن أُقيمت فيها دورته الرابعة عام 2012، لم يكن يعلن أسماء أية لجان للاختيار في مرحلة سابقة، بحيث لم تحدد أية معايير لانتقاء جميع العروض في دوراته الأولى، ثم قامت في مرحلة ثانية باختيارها من قبل مسؤولي الهيئة أنفسهم، ونتيحة للاتهامات المتكرّرة، تم تشكيل لجان محلية في كل بلد لترشُّح العروض، إلا أن ذلك لم يغيّر من طريقة الاختيار، وحتى هذه الآلية جرى التراجع عنها منذ عامين.
من بين العروض التي تتنافس على جوائز المهرحان: "الجنة تفتح أبوابها متأخرة" من تأليف فلاح شاكر وإخراج يحيى البشتاوي من الأردن، و"الصبخة" من تأليف وإخراج عبد الله العاير من الكويت، و"النمس" من تأليف عبد الإله بنهدار وإخراج أمين ناسور من المغرب.
أما المسار غير التنافسي، فتشارك فيه عدّة مسرحيات منها "أيام صفراء" من تأليف دانييلا يانيتش وإخراج أشرف سند من مصر، و"ثلاث حكايات" من تأليف أزوالد دراغون وإخراج أيمن زيدان من سورية، و"رهين" من تأليف محمد بويش وإخراج شوقي بوزيد من الجزائر.