"ملتقى توفيق بكار": عند سؤال النقد والإبداع

27 ابريل 2019
دوغ بيوب/ الولايات المتحدة
+ الخط -

ترك الناقد والأكاديمي التونسي توفيق بكار (1927-2017)، أثراً في تجربة النقد التونسية والعربية، حيث كان منفتحاً على المناهج الحديثة وهو الذي فتح جامعات بلاده على هذه المناهج، ليحمل صفة المجدد والناقد غير التقليدي، فقد تعلم بكار المناهج وعرفها جيداً لكنه خرج عنها أيضاً وتحرر منها، فكانت أداة للمعرفة وليست طريقاً لا حياد عنه.

بعد رحيله قبل عامين، انطلق الملتقى الذي يحمل اسم "توفيق بكار للتربية والثقافة والإبداع"، وصباح اليوم شهد "معهد تونس للترجمة" في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة جلسات الدورة الثانية من الملتقى، تحت شعار "النقد والإبداع: أية علاقة؟".

يقام الملتقى بتنظيم من "الجمعية التونسية للتربية والثقافة" التي تأسست عام 2012، وتتشعب جلساته في اتجاهين، وفق ما يقول رئيس الجمعية رضا الكشتبان في بيان حول التظاهرة، حيث يتناول الأول الجانب النقدي والثاني يناقش قراءات الشباب النقدية.

من المشاركين في الملتقى الباحثين والأكاديميين: محمد القاضي وحمادي صمود ومبروك المناعي وصالح بن رمضان وحمادي بن جابالله ومحمد صلاح الدين الشريف وفاطمة الأخضر وهند السوداني.

عن ثيمة الدورة الحالية يوضح الكشتبان: "قد يذهب في الوهم أنّ الإبداع رهن للنّقد وقد يُغري القول بأنّ النّقد يرسلُ المعيار يحَاصر الإبداع بالسّنن ويُكره المنشئين على اتباع الطرائق والجاهز والطرازيّ وما يطّرد على الأحكام، وما الأمر عندَ التّحقيق كذلك، فإنّ الإبداع لحظة تَمرّد وانعتاق. وسعي دائم إلى العُدول، على الاختلاف والتنوّع تتأسّس هويّته، فَلا يكتب المبدِعون على مقاس النظريّات النقديّة الموضوعة".

وفي سياق علاقة النقد بالإبداع، كان الراحل بكار، قد تناول في كتابه "شعريات عربية" جدليات النص الأدبي، وكيفية النظر إليه "من الخارج أو من الداخلِ من وجهة العلم الموضوعية أو من جهةِ النقد الذاتية".

بالنسبة إلى بكار، فإنه كما كتب عنه خالد الغريبي، رأى في النص نتاجاً حياً لتفاعل جدليات المعرفة والخبرة والموهبة، أما النقد فكان حالة إبداعية موازية تحرر فيها بكار من الصرامة وأخذ موقفاً نقدياً من مدارس ومناهد النقد نفسه، فجمع البنيوية بالتحليل الاجتماعي بالماركسية، أي أنه كان يوظف كل ما هو قابل للتوظيف ويخدم النص موضع النقد.

المساهمون