منذ نشأة السينما في بدايات القرن الماضي، تنازع اتجاهان حول ما تلتقطه الكاميرا إن كان يماثل الواقع والأحداث والشخصيات التي يصوّرها، أم أنها تسائل الواقع وتعمل على إبداعه وإعادة تشكيله مرة أخرى، وبين هذين المنظورين تبرز الشاشة الفضية باعتبارها تحوي تصوراً فلسفياً للعالم.
"الفلسفة والسينما" عنوان اليوم الدراسي الذي ينظّمه "المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والإنسانية" في تونس العاصمة عند التاسعة من صباح الجمعة المقبل، التاسع والعشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من "مخبر الفيلاب بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية" و"المعهد العالي لفنون الملتيميديا" في منوبة.
يقدّم المشاركون "قراءة جديدة للعلاقة التي تربط الفن بالفلسفة من خلال علاقة الصورة بالمفهوم ضمن الإبداع السينمائي.. فالسينما هي الفن القادر على دفعنا إلى التفكير من خلال ما تحمله من صور/ أفكار من شأنها أن تجعلنا نفكّر عندما نتابع كيفية تشكّل الصورة وما تحمله في طيّاتها من مفهوم"، بحسب بيان المنظّمين.
ويشير البيان إلى أن "المفهوم لم يفارق الصورة كما لم يفارقها في تاريخ الفلسفة بل إنّ العلاقة بينهما هي المحور الأساسي للجدل الفلسفي وهي اليوم ستأخذ شكلاً جديداً في جماليات السينما، ما يؤكّد أنّ الإشكال فلسفي بالأساس، لكنّه لا ينتمي إلى جنس الأبحاث الفلسفية الكلاسيكية، ضمن تناول يدفع بالمشكل الفلسفي إلى أبعاد جديدة تراهن على الجماليّات كفضاء لتفحّص المشكل الذي يخصّ العلاقة بين الفلسفة والفن".
يتناول اليوم الدراسي محاور عدّة، منها مفاهيم الفلسفة ومفاهيم السينما، وأشكال الإبداع الجديدة بين الفلسفة والسينما، والرهانات الفلسفية للسينما مثل تجديد التفكير الفلسفي من خلال الممارسة السينمائية والفنية، وتحديد الفلسفة بما هي تحديد تفكير في المختلف، والمعالجة السينمائية للمسائل الفلسفية بيداغوجي وتواصلياً.
من بين الأوراق المشاركة: "فالتر بنيامين والجمالية السنيمائية" لـ هادية العرقي، و"الجماليات والتعبير في الصورة السينمائية" لـ وحيد اللجمي، و"الواقع لحماً ودماً من خلال فيلم السكة" لـ أم الزين بن شيخة، و"الموت من أجل الفلسفة من خلال فيلم سقراط لروبيرتو روسيليني" لـ سمير الزغبي.
إلى جانب ورقة بعنوان "جمالية الصورة وإبداعية المفاهيم: السينما التونسية مثالاً" لـ كمال الساكري، و"أثر الفلسفة في السينما من خلال فيلم المومياء لشادي عبد السلام" لـ مرشد سحنون، و"أيديولوجية الخطاب بين الأدب والسينما" لـ ليلى بن رحومة، و"السينما التونسية صورة واصفة لمضامين فلسفية" لـ سناء ساسي، و"رؤية فلسفية للخطاب الديني في فيلم ما نموتش للمخرج النوري بوزيد" لـ رحاب الماجري.