ثرية الحضراوي: سيدة الملحون في "المصنع"

17 يونيو 2017
ثريا الحضراوي
+ الخط -

تُحيي مغنية الملحون المغربية ثرية الحضراوي عند السادسة من مساء الغد في فضاء "لوزين" أو "المصنع" الثقافي في الدار البيضاء أمسية موسيقية تقدّم خلالها مجموعة من أغانيها الخاصة والتراثية.

الحضراوي تعتبر واحدة من أهم مؤدّيات هذا النوع الغنائي، هي التي قالت عن نفسها في مقابلة تلفزيونية "لم أكن أدرك أنني أصبحت مغنية في نظر الناس، إلى أن أصدرت ألبومي الأول وبدأت الصحافة تشير إليّ بذلك أما أنا فبكل صدق لم أنتبه".

وتضيف "أن أكون مغنية معاصرة بالنسبة لي يعني أن أكون قادرة على إعادة قراءة القصائد القديمة كل مرة بطريقة جديدة حتى وإن كتبت في القرن الرابع أو الخامس عشر".

يتميّز صوت الحضراوي بذلك المزيج من الصوت الريفي الجهوري بشيء من الخشونة المحبّبة في أصوات النساء مغنيات هذا النوع، إذ يتيح الهيمنة على الغناء والموسيقى وعلى المستمع أيضاً.

لم تفتقر الفنانة إلى الجرأة والمغامرة، فقد تركت التعليم، مهنتها الأصلية، وهي في عمر 29 عاماً، لتصدر مجلة "كلمة" عام 1986، وهي مجلة تكتبها نساء فقط وهي مخصّصة للنساء، لكن ذلك لم يمنع أن "كلمة" كتبت في مواضيع حساسة متنوعة، كانت مؤثرة وقت صدورها نهاية الثمانينيات في الأجواء التي كانت تهيمن على البلاد، مثل واقع بنات الليل في المغرب، والرقابة على الصحافة وحرية التعبير.

ومثلما هو الحال مع هذه المغامرة غير المتوقعة، عادت سيدة الملحون لتمارس هوايتها القديمة التي كانت تمارسها وهي في عمر التاسعة، حين كانت تقف في سهرات العائلة وتغني لأم كلثوم، وقررت الغناء؛ فقد كان الالتحاق بالغناء في مرحلة مبكرة بشكل علني أمراً مرفوضاً من قبل العائلة. لكن غناء الحضراوي الكلاسيكي الذي احترفته لاحقاً، أقل تعقيداً من أغنيات أم كلثوم، بل هو عودة إلى التراث التي تربّت عليه في المنزل.

التحقت الفنانة بمعهد الموسيقى العربية الأندلسية في فاس، وتعلمت العزف على الكمان والإيقاع، وأطلقت ألبومها الأول عام 1991 بعنوان "شمعة" ثم "أرابيسك على إيقاع أفريقي" عام 2003، وكتبت سيرة حياتها في رواية بعنوان "طفولة مغربية" عام 1998.

المساهمون