تمثال نفرتيتي: البحث عن نسخة جديدة

07 يوليو 2015
تمثال نفرتيتي في برلين (مايكل سون)
+ الخط -
سخرية كبيرة تثيرها النسخة المشوّهة من تمثال نفرتيتي التي وُضعت، قبل أيام، على مدخل مدينة سمالوط في محافظة المنيا المصرية. فمن شدّة قبحها، لم تسلم إدارة المحافظة من النقد والسخرية اللاذعين الذين سرعان ما انتشرا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وذهب كثيرون، بجدية وبسخرية، إلى أنّ هذه النسخة تُمثّل حال مصر الآن، في ظل معاناتها من الثورة المضادّة، وما تشهده من تخبّطات سياسية وعسكرية، آخرها ما يدور في سيناء من معارك بين "داعش" والجيش المصري، وما يعمل عليه النظام من تصفيات لأشخاص مُعارضين بحجّة أنهم متورّطون في هذه الأحداث.

ولأنّ المتابعين اعتبروا أنّ هذا التمثال يُشكّل إهانة لمصر وتاريخها؛ قرّر محافظ المنيا، صلاح الدين زيادة، إحالة جميع المسؤولين الفنيين في الوحدة المحلية في سمالوط إلى التحقيق، كما كلّف رئيس الوحدة المحلية بإزالة التمثال من مكانه.

من جهته، كلّف وزير الثقافة، عبد الواحد النبوي، كل من نقابة "الفنون التشكيلية" و"هيئة التنسيق الحضاري"، باستبدال التمثال الجديد بآخر أفضل حالاً، والعمل على تجميل الميدان الذي وُضع فيه.

يبدو أنّ النظام يحاول أن يُفبرك تاريخاً لهذا التمثال؛ فراح يتّهم جماعة الإخوان المسلمين بالتّسبُب في تخريب النسخة أثناء فترة "اعتصام رابعة"، وأنّ أحد سكّان المدينة حاول أن يرمّمها فظهرت بهذا الشكل.

بعد أن كانت الآثار المصرية يتهددها خطر السرقة، من الأجانب والمتواطئين في مصر، ها إنها اليوم تجد نفسها تحت طائلة الإهانات والسخرية. لا زال الإهمال ينخر أهم ما تمتلكه مصر، وانضافت إليه في زمن الانقلاب التبريرات الواهية.

المساهمون