على سيرة الجوائز

11 أكتوبر 2014
حمد الصعب / الكويت
+ الخط -

تنجح الجوائز في فرض نفسها على أجندة الإعلام والنشر والذوق العام، بل وحتّى على الذين لا يرون فيها أكثر من لعبة مراكز قوى، تتوّج نجومها أو تعدّ من سيصبحون نجومها. وتشدّ الجوائز انتباه حتى االعارفين بأن خلف التصفيق الحار في القاعات الدافئة دولاً وجماعات ضغط وتوازنات.

هذا العام مرّت نوبل للآداب بضجيج عربي أقل، وهذا مريح. لن نريح ضميرنا بالقول إنها جائزة غربية، ابنة سياقها، وإن الافتتان الكوكبي بها هو من بقايا المركزية الغربية؛ لنعفي أنفسنا من التوقف عند الخلل البنيوي في الجوائز الأدبية العربية وفي ما يفترض أنها "مؤسسات" منطقتنا، بدءاً بتلك الثقافية وانتهاءً بالدولة.

لكن، في ظل صيرورة تاريخية كهذه، قد نفهم لِمَ لا نعثر اليوم على جائزة أدبية عربية ذات قيمة. وهذا لا يدعو بالضرورة إلى الأسى؛ سيما حين نتذكر الرِّدة التي أوقعتها بالذائقة الشعرية العربية "جوائز الشعر" و"مسابقاته" وفضائياته في العقد الأخير. انظروا، مثلاً، إلى جائزة "البابطين" التي تبدو أقرب إلى المتحف منه إلى الشعر.

جورج جرداق الذي نالها قبل أسبوعين، أعظم آثاره "هذه ليلتي" بصوت أم كلثوم. نعرف أن البابطين ليس أندريه بروتون، كما أن نصف جوائز العالم تقوم عليها عائلات محافظة، لكن ما لا نفهمه هو كيفية تحوّل جائزة إلى مناسبة لتأبين الفن الشعري نفسه.

لا بأس، "سوف تلهو بنا الحياة وتسخر"، يقول جرداق.. وتغنّي كوكب الشرق.

المساهمون