تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة حول انشغالاته وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "أتمنى حصول المثقفين على المراتب التي تليق بهم من بلادهم" تقول الكاتبة والباحثة الفلسطينية في حديثها إلى "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
الكثير من الأسئلة تشغل بالي في هذه الأيام، أولها قضيتنا نحن العرب الفلسطينيين الذين لم نغادر البلاد وانقطاعنا عن الدول العربية ومن غادر ولجأ من الأقارب، وانعدام التبادل الفكري والثقافي بيننا.
أما في الوقت الحاضر، فما يشغل بالي وبال العالم أجمع هو المعاناة الجماعية محلياً وعالمياً من وباء كورونا الذي استفحل أمره، وهذا ما أثار الرعب في قلبي من انهيار قدراتي وعدم قيامي بواجب كتاباتي، وتوقّف "صالون نهى زعرب قعوار" الأدبي عن لقاءاته.
■ ما هو آخر عمل صدر لكِ، وما هو عملك القادم؟
آخر عمل كبير صدر لي هو مجلّد "تاريخ الناصرة" (668 صفحة)، وهو كتاب لم يكتب مثله بعد، كما جاء في نقد الكتّاب والجامعات عنه، وهو يترجم الآن إلى اللّغة الألمانية. كتبت أيضاً عن حرب العراق (لم يطبع بعد)، وكتبتُ سيرتي الذاتية، وقصتين قصيرتين، و"حكايا السباط"، وكتاب شعر سميته "معزوفة الكلمات"، وسبعة كتب للأطفال، وجميعها لم تطبع بعد.
■ هل أنت راضية عن إنتاجك، ولماذا؟
أنا أكثر من راضية عن كل أعمالي التي حازت على شهرة كبيرة، وخصوصاً "تاريخ الناصرة"، الذي أخذ مني الجهد الكبير خلال ثمانية عشر عاماً من الأبحاث، ويطلب الآن في أرجاء مختلفة من العالم، وتقوم إحدى المؤسسات في ألمانيا بترجمته للغة الألمانية بعد دراسته لما فيه من صور قديمة ومعلومات قيّمة تنشر لأول مرة. كما أنّني راضية عن كتب أشعاري التي وثّقت فيها أحداث الانتفاضة، وراضية أيضاً عن كتب الأطفال التي طبعتها، وحاز بعضها على المرتبة الأولى لأدب الأطفال في البلاد.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
لو قيّض لي البدء من جديد، كنت سأكتب وأكتب وأقرأ فهذه هوايتي المفضلة منذ الصغر والتي لا أملّ منها، وقد كان أيضاً في داخلي شوق كبير للعمل السياسي ولكن ليس هنا.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
أتمنّى أن يعمّ السلام في بلادنا وفي جميع أرجاء العالم، وأتمنى أن تُحل قضية اللاجئين في كلّ المنطقة حولنا لنعيش بسلام وأمان بعيداً عن الحروب والدماء. وأتمنى رحيل كورونا من جميع أرجاء العالم، كما أتمنّى حصول المثقفين والشعراء والكتّاب العرب على المراتب التي تليق بهم من بلادهم وليس من دول أجنبية.
■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أتمنى أن ترجع بي الأيام إلى الوراء لألتقي بوالدي الذي زرع فينا حبّ المطالعة والكتابة والشعر، الذي كان ينظمه ويترجم بعض الأشعار من اللغة الإنكليزية، وكان يتحفنا بأمّهات الكتب والتراجم العالمية ويشجّعنا على قراءتها. كما أتمنى لقاء والدتي القارئة الممتازة لدرجة أنّ والدي أهداها صورة عالميّة اسمها القارئة.
■ صديق يخطر في بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
الصديق الأقرب إلى قلبي والذي كان يشبهني بهواياته، هو خالي نصرات سليم قعوار، والذي كان يتحفني بزياراته اليومية التي كنا نبحث بها كلّ الأحداث اليومية والفكرية.
في بعض الأحيان، أعود إلى كتابات زوجي، الذي كان مديراً لإحدى المدارس، والتي كان يكتبها بخط يده. هي قصص قديمة كان يحسن سردها، فطلبت منه تسجيلها فسجلها بخط يده.
■ ماذا تقرئين الآن؟
أنا أداوم على قراءة الكتب التاريخية، وعندي مجلدان عن الحرب العالمية العظمى أقرأ في أحدهما بعض المرّات وفي أوقات متفاوتة، وأحب أن أقرأ لأغاثا كريستي لرغبتي في قراءة الكتب البوليسية وأملك مجموعتها الكاملة باللغة الإنكليزية. وفي الحقيقة، أقرأ كلّ شيء يقع في يدي، لو كان عن الطبّ أو طبّ الأعشاب، أو كورونا أو غيرها.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع في بعض الأحيان إلى فيروز وماجدة الرومي، كما أحبّ سماع كلّ ما هو جميل، حتى من الصغار الذين يدخلون مسابقات الأغاني. كما أحب سماع أحفادي في تجربتهم الغنائية لأحد أشعاري، التي أهدوها لي في عيد الأم وقاموا بتلحينها وعزفها وغنائها.
بطاقة
كاتبة وباحثة فلسطينية وُلدت في مدينة الناصرة عام 1936. حازت درجة البكالوريوس في علوم اللاهوت والفلسفة وعلم النفس. أصدرت عدّة مجموعات شعرية منها "هتاف الكبرياء"، و"وهج اليراع"، ومسرحية شعرية بعنوان "شجرة المجد"، وكتباً للأطفال منها "النسر الأسود" و"الشارع الغاضب" و"العين الماسية" و"ليلة عيد"، إلى جانب كتابها "تاريخ الناصرة" الذي يروي ماضي المدينة منذ العصور القديمة وصولاً إلى الاحتلال الصهيوني.