هالة السيد عبد العال: عن مهمّشي مصر المملوكية

30 ديسمبر 2022
مسجد ومدرسة السلطان حسن في القاهرة التي بُنيت بالعهد المملوكي (Getty)
+ الخط -

تُعَدّ فترة الحُكم المملوكي لمصر من أكثر المراحل غنىً على المستوى السياسي والاجتماعي؛ ذلك لِمَا حفلت به من أحداث تاريخية أثّرت على مصر والبلدان المحيطة، ولم ينقطع تأثيرها حتى فترات قريبة. من هنا، بِتنا نشهد توجّهاً بحثياً إليها، من خلال إصدارات تتعمّق أكثر بدرْس البنى والطبقات الاجتماعية التي كانت سائدة.

"المهمّشون في مصر: في عصر سلاطين المماليك 1250 - 1517"، عنوان الكتاب الصادر حديثاً للباحثة هالة السيد عبد العال، عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب". 

تتناول المؤلّفة شرائح مختلفة بدأت تظهر في المجتمع نتيجة السياسات الاقتصادية والعسكرية التي فرضها المماليك، ومن بين هذه الفئات تطالعُنا: "الحرافيش"، و"الزهار"، و"الأوباش"، وغيرها من التسميات التي تعبّر عن انعكاسات شعبية أو "قاعدية"، لِما هي عليه السلطة الحاكمة.

يشترك الكتاب في إطاره العام مع أغلب الدراسات التي تنظر بحال السلاطين المماليك، وعملية الترقّي الاجتماعي التي تمتّعوا بها، وانتقالهم من الوضعية الأجنبية أو المُفقَرة إلى موقع سيادي وسلطوي في الفترة الممتدّة من نهايات الدولة الأيوبية في القرن الثالث عشر، وحتى الحكم العثماني في القرن السادس عشر. 

المهمّشون في مصر - القسم الثقافي

لكن، في الوقت عينه، لا يقتصر العمل على هذا التوجّه فحسب، أي التفصيل بسيرة الطبقة الحاكمة، بقدر ما يشتغل على الفئات المهمّشة، ورصد فئاتها وحالاتها.

كذلك يتطرّق الكتاب إلى مسألة الصراع على الحُكم، وهو المتداول والمأثور عن هذه الفترة التي استمرّت قرابة قرنين ونصف، وقد ترافق هذا الحال مع انتشار موجات من الأوبئة أحياناً، أو حتى "الشدّات" (المجاعات) التي كانت تضرب مصر بفعل العوامل المناخية، أو تغيّر منسوب نهر النيل.

تتضافر في العمل أدوات التحليل التاريخي والاجتماعي، في محاولة للإضاءة على عصر يُوصَف بالغموض، ويُبالَغ عادةً في النظر إليه (خاصة من قبل الدراسات الاستشراقية) على أنّه معيارٌ عمّا يجب أن تكون عليه طبيعة الحُكم في الشرق العربي والإسلامي. 

المساهمون