نوم في غزّة

30 نوفمبر 2023
من عدوان صهيوني على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

سَأَنامُ يا فادو مِثْلَما ينامُ النّاس والطّائراتُ تَضْرِبُ 
والهواءُ يَتَمَزَّقُ
كاللَّحم الحيّ
سَأَحلُم إذن بالخيانات
مِثْلَما يَحْلُمُ الذينَ ينامونَ والطّائراتُ تَضْرِبُ 

سَأَستَيقِظُ في الظَّهيرة لأَسأَل الرّاديو - مِثْلَما يسأَلُ النّاس: هَل توقّف القَصْفُ؟ وكم صارَ عَدَدُ الذينَ قُتِلوا؟
لكِنَّ مأساتي يا فادو أَنَّ النّاسَ نوعان:
الذينَ يُلقون عذاباتِهم وخطاياهُم على قوارِعِ الطُّرُق ليناموا،
والذينَ يَجْمَعون عذابات النّاس وخطاياهُم على هيئة صُلبان ويسيرون بها في شوارع بابل وغزّة وبيروت، وهم يَصيحون: 
هَل مِنْ مَزيدْ 
هَل مِنْ مَزيدْ
قَبْلَ سَنتين كُنْتُ في شوارع "الضاحية الجنوبيّة" أَجُرُّ صَليباً بِحَجْمِ العمارات
لكِنْ، مَنْ يَحْمِلُ اليومَ صليباً عَنْ ظَهْرِ مُتْعَبٍ في أورشليم؟

الأَرضُ ثلاثةُ مسامير 
والرَّحْمَةُ مِطْرَقة 
اضْرِب يا رب 
اضْرِب مع الطّائرات

هَل مِنْ مَزيد؟



* كُتبت القصيدة خلال عدوان صهيوني على غزّة في كانون الأَوّل/ديسمبر 2008. هل مِن يومٍ يُصبح فيه هذا الشِّعر تاريخاً مُنقضياً، لا يعود فيه الأطفال يُقتلون والعالم يتفرّج؟ وهل مِن أملٍ آخر سوى في المقاومة؟ اقرأ تغطية "مهرجان بوغوتا للأدب: فلسطين حرة في كولومبيا".

 

المساهمون