مع انطلاق احتفالية "نواكشوط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي" لعام 2023 أول أمس الجمعة، في العاصمة الموريتانية، أُعلن ترميم عدد من المواقع الأثرية في البلاد، بالإضافة إلى إطلاق منتدى للشعراء الشباب وعدد من الندوات والمؤتمرات المتخصّصة.
الفعالية الافتتاحية أقيمت في "قصر المؤتمرات" بنواكشوط، تأتي في إطار برنامج "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو) للاحتفاء بتراث المدن الإسلامية الذي تأسس عام 2001، واختيرَت مكة المكرمة مدينة أولى عام 2005.
وتتسلّم الحكومة الموريتانية مشعل عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي هذا العام، بعد أن اعتذرت سنة 2011 بسبب عدم جاهزيتها لتنظيمها، وتضمّن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن الدبلوماسية الثقافية الوطنية، في استعراض للدور الذي لعبه الموريتانيون منذ القدم في نشر الوعي والثقافة وبثّ العلوم والمعرفة في قارة أفريقيا خاصةً.
ومن أهداف الاحتفالية الرئيسة، التعريف بنواكشوط القديمة التي يعود تأسيسها إلى الألف الأولى قبل الميلاد، عندما هاجرت قبائل بربرية قادمة من شمال أفريقيا إلى المنطقة، وهيمنت عليها وجعلت منها جسراً للتواصل بين غرب أفريقيا ووسطها، وجلبت هذه القبائل معها الجياد والجمال التي سهلت التبادل التجاري.
كذلك تحتفظ المدينة الأطلسية بمخطوطات عربية تعود أقدمها إلى القرن التاسع الميلادي ولا يزال العمل جارياً على جمعها وحفظها ورقمنتها، حيث تقدّر إحصاءات "المعهد الموريتاني للبحث العلمي" عدد المخطوطات الموريتانية بقرابة أربعين ألفاً، موزعة بين مكتبات المدن الأثرية الكبرى الموريتانية في نواكشوط ووادان وشنقيط وتيشيت وولاته.
وقد شكّلت لجنة عليا ضمّت عضويتها ممثلين عن قطاعت متعدّدة عقدت سلسلة اجتماعات لتحديد أنماط إحياء هذه التظاهرة على مدى العام، ويأتي ذلك بعد استياء العديد من المثقفين الموريتانيين من تخلي وزارة الثقافة عن استضافة الاحتفالية عام 2011 بسبب عجز الوزارة، والمرافق الحكومية عموماً، وغياب البنى الثقافية أو المنشآت العامة القادرة على احتضانها.
ومن المتوقع إعلان برامج الاحتفالية قريباً، الذي يشتمل على عدد من المهرجانات والعروض الموسيقية والإنشادية والمسرحية واللقاءات الأدبية والشعرية والمسابقات الدينية والثقافية والندوات الفكرية والعلمية، التي تضيء على تاريخ الإسلام في موريتانيا الذي انتشر في البلاد خلال القرن الثامن الميلادي مع قدوم التجار المسلمين إلى مدنها، لكنها خضعت للحكم الإسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي مع سيطرة المرابطين عليها.