"مع فلسطين".. أحوال البلاد على شاشة "العربي 2"

03 فبراير 2024
من البرنامج
+ الخط -

منذ الأيّام الأُولى للعدوان الصهيوني الإبادي على غزّة، حضر "التلفزيون العربي" في الميدان، مواكباً تطوّرات الأحداث على الأرض، قريباً من الناس، ومتفاعلاً مع القضيّة، وحسبنا في هذا السياق لو تابعنا التغطيات الإخبارية التي يقدّمها على مدار الساعة. وإلى جانب هذه التغطيات الإخبارية الحيّة، تُبثّ باقةٌ من البرامج تنمّ عن خبرة وانتماء إلى واقع الشعب الفلسطيني ومقاومته اليوميّة للاحتلال الإسرائيلي. ومن بين البرامج الجديدة في القناة، برز "مع فلسطين" الذي يغطّي من زوايا شاملة جرائم العدوان، لا في غزّة فقط، بل في الضفّة والأرض المحتلّة عام 1948 أيضاً.

انطلقت أُولى حلقات البرنامج على "العربي 2" في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهو من تقديم المذيعة الفلسطينية هبة شحادة، وقد حملت عنوان "أطفال فلسطين: واقع أليم ومستقبل مجهول". وإلى اليوم، بُثّت من البرنامج اثنتا عشرة حلقة، في موعد أسبوعي ثابت: التاسعة من مساء كلّ ثلاثاء؛ حيث تمتدّ الحلقة الواحدة إلى ما يقرب الساعة، باستثناء الحلقة الأُولى التي استمرّت ثلاثين دقيقة فقط.

ويقدّم القائمون على البرنامج العمل بوصفه متابعةً لـ"الجانب الإنساني والاجتماعي لما يحدث داخل فلسطين، ويطرح بعض القصص الإنسانية لناجين من الاعتداءات، ويستعرض الصعوبات التي تواجهها أُسَر الشهداء والجرحى والأسرى، كما يستضيف البرنامج جمهوراً من الشباب والمثقّفين لمناقشة الأوضاع في فلسطين".

في إحدى حلقاته، تناول البرنامج "استهداف الاحتلال للقطاع الثقافي الفلسطيني" (قدّمتها الإعلامية آلاء كراجة)، حيث جرى التطرّق إلى شهداء هذا القطاع؛ مثل الشاعرة هبة أبو ندى، والشاعر رفعت العرعير، والكاتب نور الدين حجّاج، والمدوّن والعازف يوسف دوّاس، والفنّان غازي طالب، والكاتب عبد الله العقّاد، والفنّانة إيناس السقّا، بالإضافة إلى إيراد إحصاءات حول الدمار الذي ألحقته قوّات الاحتلال بالمراكز الثقافية والمؤسّسات الفنّية ودُور النشر والمسارح.

واستضافت هذه الحلقة منير أنسطاس، مندوب فلسطين الدائم لدى منظّمة "يونسكو"، الذي أشار إلى عجز هذه المُنظّمة عن اتّخاذ إجراءات فعلية لردع الاحتلال عن مواصلة جرائمه بحقّ القطاع الثقافي في فلسطين. خارج إطار الاستديو، تناولت الحلقة قصّة الرسّامة الغزّية منى حمّودة (20 عاماً)، التي نزحت من بيتها إلى أحد المخيّمات داخل القطاع الفلسطيني، ولكنّها لا تزال تشتغل على رسم اللوحات الجداريّة، بأقلام الرصاص والطباشير، والتي تمثّل فيها واقع الحرب الوحشية.

كما علّق الباحث خالد الحروب مع مجموعة من الشباب، الذين حلّوا ضيوفاً أيضاً على البرنامج، معتبراً أنّ الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الثقافي يأتي في سياق خوف قديم من الثقافة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ السرقات الصهيونية لمكوّنات الثقافة الفلسطينية، تبدأ من أطباق المائدة ولا تنتهي بالكوفيّة وتطريزات الأثواب.

تفكيرٌ في ما يفرضه الراهن من قضايا في ظلّ الإبادة الصهيونية

بين مساحة الحوار المباشر داخل الاستديو، التي تجمع المُقدِّمة بالضيف والجمهور الحاضر، وبين التقارير الميدانية من مدن فلسطين، يخلق البرنامج إطلالة قويّة على الواقع الفلسطيني، خاصّة أن مدّة الحلقة وافية نسبيّاً لمعالجة الموضوع المطروح.

يُذكر أنّ حلقات "مع فلسطين" تناولت مواضيع مختلفة وراهنة في ظلّ حرب الإبادة الصهيونية، مثل النزوح القسري، وواقع القطاع الرياضي، وكذلك التعليمي، والمرأة ودورها في القضيّة، وحال الشباب، والأَسرى، واستهداف الصحافيِّين.

المساهمون