مثّلت حرب الإبادة الصهيونية موضوعاً أساسياً لسلسلة فعاليات أقامتها "مؤسسة خالد شومان- دارة الفنون" في عمّان خلال الأشهر الماضية، كان آخرها عرض "شهادات بصرية" الذي نُظّم الأربعاء الماضي، وتضمّن سلسلة أفلام قصيرة أُنتجت بالاعتماد على تسجيلات بصرية وصوتية وكتابية وثّقها أهل غزّة.
في هذا الإطار، أعلنت الدارة عن استقبال طلبات المشاركة في برنامج "مشاريع في المختبر" 2024، الذي يحمل عنوان "اليوم الذي يُدعى غداً"، داعية المترشّحين إلى التمعّن في الممارسة الفنّية اليوم ضمن سياق النضال الفلسطيني، وإعادة النظر في أشكال وتعابير المقاومة الفنّية واحتمالاتها وأبعادها الأوسع، واتخاذ "هذه اللحظة" نقطة انطلاق للتفكير في السياق الفلسطيني والأبعاد الثقافية والقانونية والجغرافية والتاريخية المرتبطة به اليوم.
وأشار البيان الصحافي إلى أنّ "فلسطين تعيش لحظة مفصلية تستعيد من خلالها تاريخها وتفاصيل نضالها وحقّها في رواية أحداثها واستشراف مستقبلها، على الرغم من استمرار آلة الاحتلال في القتل والتهجير بمستويات عنف قياسية".
نقطة انطلاق للتفكير في السياق الفلسطيني والأبعاد الثقافية والقانونية والجغرافية والتاريخية المرتبطة به اليوم
وأضاف: "تُعيد الأحداث الحالية تعريف العديد من المفاهيم المرتبطة بالهوية الفلسطينية والموروث الفلسطيني الثقافي والحضري ومعاني الشتات واللجوء والصمود والأرض والعودة، كما تعود مركزية القضية لتفرض نفسها وتقوّض بذلك الخطابات الاستعمارية التي أصبحت تتّخذ أشكالاً وطرقاً متنوّعة أملاً في الحفاظ على نفوذه".
ودعت الدارة الفنّانين البصريّين المتخصّصين في كافّة المجالات لتقديم مقترحاتهم بهدف التجريب وتطوير أفكارهم وممارساتهم خلال برنامج الإقامة في المختبر، حتى الثامن عشر من نيسان/ إبريل المقبل، لافتة إلى أنّها تتطلّع بشكل خاص لاستقبال طلبات المشاريع التي تتبنّى ممارسات تعاونية تجريبية وممارسات تفاعلية بين المجالات الفنّية المختلفة.
وتوفّر مساحة المختبر للمشاريع التي ستُختَبر خلال الفترة المتّفق عليها، مع إمكانية استخدام أية مواد أو معدّات متوفّرة في "دارة الفنون"، بالإضافة إلى المساعدة في إنتاج وتركيب الأعمال بناءً على خطّة الإنتاج المتّفق عليها والميزانية المحدّدة والخط الزمني، والمساهمة في الترويج للمشروع عبر قنواتها على وسائل التواصل الإجتماعي وموقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ أساسي لتغطية تكاليف الإنتاج.
يُذكر أن عنوان "مشاريع في المختبر" للدورة المقبلة مستوحى من النسخة العربية من المجموعة الشعرية "اليوم الذي يُدعى غداً (إلى فلسطين)" للكاتب الفرنسي إيف بِرجِر، الذي صدر عن "دار الفيل" عام 2009 بترجمة الفنّان والمؤرّخ الفلسطيني كمال بُلّاطه (1942 - 2019) والشاعر الفلسطيني نجوان درويش.