لوشيتا هورتادو.. لوحة تستعيد أميركا اللاتينية ما قبل التاريخ

08 يوليو 2022
من المعرض
+ الخط -

في أواخر حياتها، صدرت العديد من الدراسات والكتب التي توثّق لسيرة الفنانة التشكيلية الفنزويلية لوشيتا هورتادو (1920 - 2020)، ومنها كتاب "أعيش، أموت، أولد من جديد"، بعد أن عاشت عقوداً طويلة في الهامش وبعيداً عن اعتراف الأوساط النقدية والفنية في الولايات المتحدة، التي أقامت فيها معظم حياتها، بتجربة بدأت برسم الأزياء وانتهت بالجسد.

يضيء الكتاب طفولة الفنانة التي تعلّمت الحياكة؛ مهنة والدتها، ثم انتقلت إلى دراسة الرسم سراً وبدأت ممارستها الفنية خلال الأربعينيات، حيث انخرطت في الحركة السوريالية ثم مع تيار التجريد الذي صعد في أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، قبل أن تلتقي برسّامين مثل جاكسون بولوك، وفريدا كالو، ورميديوس فارو، وليونورا كارينغتون، وإيسامو نوغوتشي.

حتى الثلاثين من الشهر الجاري، يتواصل، في فرع "غاليري هاوزر وويرث" بلندن، معرض استعادي لـ هورتادو، والذي افتتح في الثاني عشر من أيار/ مايو الماضي، ويسترجع مجموعة من رسوماتها التي تصوّر الطبيعة في الليل غالباً، أو لوحات الكهوف التي تمثّل عصور ما قبل التاريخ والفن القبلي في المكسيك وبلدان أميركا اللاتينية.

من المعرض
من المعرض

بدأ اهتمامها بالآثار حين انتقلت للعيش في مكسيكو سيتي وكانت قريبة خلال تلك المرحلة من النخبة اليسارية في المدينة، واستخدمت في مرحلة تالية السجاد والسلال من ثقافة غرب أميركا الجنوبية كقطع ثابتة في رسوماتها، ودخلت الصحراء الرملية في المكسيك في العديد من المناظر التي رسمتها.

كما تعكس أعمال أخرى رؤيتها للعالم باستخدام أشكال وتجريدات هندسية، ويظهر الجسم البشري كجزء من العالم ليس منفصلاً عن الطبيعة، من خلال الجمع بين الإيماءات الحميمة للجسم مع الإطلالات الواسعة للسماء والأرض، وبدأت ذلك متأثرة بخوان ميرو لتتسرّب لاحقاً أشكال طوطمية إلى لوحاتها.

ارتبطت هورتادو بالسريالية والواقعية السحرية من خلال الصداقة والعائلة، فقد تزوجت من ولفغانغ بالين، لكنها حافظت على ممارستها التشكيلية المختلفة، واقتربت من التعبيرية التجريدية ثم افترقت عنها بحثاً عن روح اعتقدت أنها غائبة عن هذا التيار الذي هيمن على المشهد الفني في الولايات المتحدة لفترة طويلة.

يُذكر أن لوشيتا هورتادو كتبت الشعر، وكانت ناشطة في الحركات البيئية والنسوية والمدافعة عن حقوق الأميركيين من أصول لاتينية، كما قدمت مساهمات في التصوير الفوتوغرافي وتصميم الأزياء. علماً أن معرضاً آخر سيفتتح في فرع الغاليري بنيويورك في السادس من الشهر المقبل.

المساهمون