الكلمات
بوجهها القمريّ، شرارةٌ أولى في مهد العالم. الموت يقرّبنا من ثقب مفتاح الباب. خلوتنا فيها القليل من السنابل على نافذة بها عطشٌ شديد لرؤية وجه القمر في الماء.
الطّفل
قلبه خريطةٌ بيضاء، تعلّم أصول الحبّ الأول عند ولادة بنت المستكفي وعبلة وهما واقفتان قبالة باب السّماء، تضيئان شُسوع المعنى المتقطّع كقصيدة شذريّة في كامل أناقتها. لا أريد للموت أن يقطع عبورهما إلى ظِلّ حروفٍ تُردّد في السرّ شهوتهما لاستئناف السّفر إلى المضجع السِّرّي... بداية أُخرى تشرق فيها زنابق الحقول المبتهجة بشمس صوفية يكبر فيها القلق كلَّ يوم.
الصّمت
أيّها الملتحف بضوء الكلام، أشتهيك كما أشتهي مطراً بارداً يؤنس الحجر الذي يلمع بصوَر الغرباء. لقد أقلعوا عن عادة الكلام، احترقوا في ليلٍ يعشق البوح السِّرّي والحقيقة الصاخبة التي أدركها الأنبياءُ في سفرهم وعشقهم لأرض تُلملم الشجن الذي يعانق المجهول في حكايات العشّاق.
أيها البنفسج
لا تكن قاسياً، ابتهجْ بسكنٍ يعبر بك الحدود نحو تلك النخلة التي ضاعت في كفِّ امرأةٍ هي برزخٌ تلمع فيه ورودُ الغياب. امرأةٌ تحرسها فراشاتٌ تنهض كلَّ يوم وقد أودعت حُلمها في قارورة عطر ماؤه من بحر يشتعل بإيقاعات زاخرة، بذكريات تحمل شغَفَنا بسماء وكلمات عارية خارج مدارات الرّيح الهوجاء.
اللغة
باقة من غرائز شيطانية تتحدّى خطوط الجسد. شغبُها الليلي هو لحافُ الشعراء، يكتبون عليه أسرار سفرهم، باختلاس النّظر إلى جرحهم. مَن يعيد الحنين الى الشروخ الأولى العالقة في أمنيات أفصحت عنها وجوه وغمغمات هي الآن ترى من بعيد ملامحنا وقد صارت اغتراباً في أرض اللايقين، في أرض شوارع مقفرة من الأمل، تُشرع للقلب مدافنَ لوجوهٍ متعبة، كلُّ خطواتها نارٌ تكتسحها في دمٍ ينهمر على مقاصل التاريخ.
* شاعر من المغرب