أصدرت، قبل أيام، مجموعة من الشعراء الأتراك بياناً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني، دعت فيه إلى "انتفاضة عالمية من أجل فلسطين". وقد لاقى البيان تجاوباً كبيراً في الأوساط الثقافية داخل تركيا وخارجها؛ حيث تُرجِم إلى لغات عديدة ووقّع عليه أكثر من 126 شاعراً، نادوا فيه الشعراءَ حول العالم للانضمام إلى بيانهم بهدف حشد الرأي العام العالمي لما يجري من حرب إبادة تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزّة.
وجاء في البيان: "سنواصل الصراخ بأنّ الإنسانية تموت مع كلّ إنسان يموت. منذ أسابيع تُهاجم إسرائيل قطعة صغيرة من الأرض، غزّة، جوّاً وبرّاً وبحراً... وتُواصل الصحافة العالمية وصف هذا التدمير أُحادي الجانب، الذي لا هَوَادة فيه ويقوم به صانع قرار واحد، بأنه 'حرب'، ولكن لا توجد حرب، بل تنفيذ واحدة من خطط التدمير والتطهير الأكثر مأساوية في تاريخ البشرية".
ليست حرباً، بل تنفيذ لواحدة من خطط التدمير والتطهير الأكثر مأساوية في تاريخ البشرية
وتابع البيان: "تُباد النساء والمسنُّون والأطفال، ليس أمام أعيُننا، بل داخل أعيننا! وفي غُرَف بيوتنا، في الخُبز على موائدنا، في الطعام في حناجرنا، وفي صراخ الأطفال الذين يلعبون في باحة المستشفى! هذه الدولة الإرهابية لا تعرف شعور الرحمة، بل تُظهِر وجودها بالتدمير والإبادة، تحصد أرواح عدد لا يُحصى من المدنيّين كلَّ يوم، مثل المخلوقات الأسطورية التي تتغذَّى على العقول البشرية، فيما 'النظام العالمي' يستخدم جثث القتلى فقط باعتبارها نوعاً من الإحصاءات. لن نُسلِّم أرواحنا إلى الأرقام أبداً... وسنواصل الصراخ بأنّ الإنسانية تموت مع كلّ إنسان يموت. وبالطبع، فإن للشعراء ما يقولونه ضدّ هذه الجريمة الكبرى والمذابح التي ترتكبها الهمجية الموعودة ضدّ "الإنسانية... لن نسمحَ للظلام بأن يبتلع الأمل! ورغم أننا نُواجه واحدة من القوى الوحشية النادرة في التاريخ، فإنّنا سنواصل الدفاع عن حقِّ أهل غزّة، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السنّ، وطيورها وكلِّ أرواحها، في العيش بحرّية داخل وطنهم... هذا حقُّهم الطبيعي ولا يُمكن لأي قوة أن تسلُبهم هذا الحق".
واختتم البيان: "نشهد اليوم عملياتِ إبادةٍ جماعية لأهل غزة باستخدام كلّ إمكانيات تكنولوجيا الحرب... لقد وصلنا إلى أقصى نقطة من الهمَجية... وهذه أيضاً هي الصورة الأخيرة لـ'النظام العالمي' الذي دُمِّر إنسانيّاً ولم تعد له صلاحية. نحن، الشعراء، نمزِّق صورة 'النظام العالمي" هذه، المُخَطِّط السرّي للعديد من الحروب القذرة، بوعينا وأرواحنا وكلماتنا... نحن، الشعراء، نعتبر أنّه من واجبنا حماية كرامة الإنسان ووجوده في ظلِّ الحصار على غزّة، ونقول للقاتل: توقَّف!".
من الموقّعين على البيان: عائشة آدم، وباريش آغير، وثريا أكتشاي، وحسين أكين، ومحمود أكسوي، وعائشة ألتنطاش، ويوسف ألبير، وشاهين ألتونير، وفاطمة أراس، وقادر أيديمير، وهيكران أصلان، وحسين أتلانسوي، وبشير أيفاز أوغلو، ويتشار بيدري، وأحمد بوزكرت، محمد خان دوغان، وفاروق بال، نور الدين دورمان، ألطاي عمر أردوغان، ومصطفى أطباي، وتوركاي كان تورك، توبا كابلان، وعائشة نالان، وهيثم إرغولن، ونهاد أوزدال، وإسماعيل كاركورت، وحقان كيسان، وشريف بلسيل، وحقان غوزيلديري، وغولسيل إينال، وأحمد تللي، وروحي شيرين، وفاروق أويصال، وكنان ساريالي أوغلو، وعدنان أوزير، ومراد صوياك، وأركان يلماز، وإبراهيم يولالان، ونهاد زيالان.