خواكين سورويا.. الصيف والضوء والبحر الأبيض المتوسّط

20 سبتمبر 2023
خواكين سورويا/ 1909
+ الخط -

قد تكون الشواطئ من أكثر الموضوعات التي تناولها خواكين سورويا في لوحاته الفنية. يعود ذلك إلى نشأته في مدينة بلنسية (فالنسيا) التي تطلّ على البحر الأبيض المتوسّط؛ فقد أثرت هذه الشواطئ وأضواؤها على مخيّلته إلى درجة أنه استطاع أن يعكس ضوء المتوسّط وشواطئ مدنه في رسماته، إضافة إلى المناظر واللحظات التي عاشه أمام البحر.

في إطار الفعاليات الثقافية التي تُنظّم في إسبانيا، احتفاءً بالذكرى المئوية لرحيل الرسّام الإسباني (1863 - 1923)، تستضيف مؤسّسة "مافري" في مدريد، بعد غد الجمعة، معرض "صيف سورويا"، والذي يستمر حتى السابع من كانون الثاني/ يناير 2024.

يجمع المعرض أربعين لوحةً متنوّعة الحجم بين صغيرة ومتوسطة، يوحّد بينها موضوع مشترك هو تجسيد الحياة على السواحل والشواطئ، في محاولة لتأكيد حالة البحر كوسيلة للحياة.

تُعبّر اللوحات عن موضوعات مختلفة، فهي قبل كل شيء تمثّل حالات الاسترخاء الصيفي على الشاطئ، والتي يرتبط عمل الفنّان بها بشكلٍ وثيق. لكن إضافة إلى ذلك، تُقدّم اللوحات رؤية متكاملة ومثيرة للاهتمام عن التطوّر الذي شهدته البيئة البحرية، لا سيّما في ما يتعلّق بالخصائص العلاجية للاستحمام وولادة العطلة الصيفية كفترة من الترفيه والتواصل الاجتماعي.

تعكس بعض اللوحات الأُخرى، خصوصاً المتوسّطة منها، الحياة الصعبة لعمّال البحر والصيّادين، إذ يبدو البحر، كما تعكسه لوحات الرسّام، ثوراً هائجاً يحاول البحّارة ترويضَه.

يشكّل المعرض ككلّ مساراً مرئياً حول تمثيل البحر ومناظره في عمل سورويا، ومن ناحية أُخرى، وباستخدام اللوحات نفسها، يستطيع الزوّار أن ينسجوا قصّة العلاقة التي ابتكرها سورويا بين الضوء، والشخصيات الموجودة في اللوحات، والبحر الأبيض المتوسّط. 

المساهمون