"المستقبل العربي".. قراءة لقضية فلسطين مفتاحُها "طوفان الأقصى"

14 يونيو 2024
تفاعلات جيوسياسية لساحات المواجهة مع العدوّ الصهيوني
+ الخط -
اظهر الملخص
- "المستقبل العربي" تستكشف تأثير "طوفان الأقصى" على القضية الفلسطينية، مشيرة إلى تعزيز قوة فصائل المقاومة وإعادة تشكيل التوازن الاستراتيجي بالمنطقة.
- تناولت الدراسات قضايا كالمكارثية الجديدة وتأثيرها على التضامن مع فلسطين، عنصرية الفكر الفلسفي الغربي، والسياسة الخارجية الألمانية المتناقضة تجاه إسرائيل.
- تطرقت المقالات لدور المثقف العربي في عصر الثورة الرقمية، تأثير الحرب الثقافية الإسرائيلية على العراق، وتحليل الأزمة الليبية سوسيولوجيًا، مسهمة في فهم أعمق للقضايا العربية وتفاعلاتها العالمية.

يستكمل عدد الشهر الجاري من مجلّة "المستقبل العربي" (544)، التي تصدر في بيروت، الملفّ الذي كانت قد بدأته في أعدادها الثلاثة السابقة حول "طوفان الأقصى ومسار القضية الفلسطينية".

يكتب الباحث فراس عباس هاشم مجيد افتتاحيّة بعنوان "طوفان الأقصى وديناميات التحوّل في معادلة التوازن الاستراتيجي"، أوضح من خلالها "مجالات التغيير التي أفرزتها عملية 'طوفان الأقصى' على المستويين الداخلي والإقليمي"، مستكشفاً دور العملية على مستوى إضاءة "قوّة فصائل المقاومة وإمكانياتها العسكرية في اختراق جغرافية 'غلاف غزّة' وإيجاد معادلة توازن جديدة".

وتُبرز الافتتاحية "حالة التفاعُل الجيوسياسية لساحات المواجهة بعضها مع بعض في المنطقة، وهو ما يخلق بيئة إقليمية ملائمة لمواجهة "إسرائيل"، كما تُظهر دلائل الوقائع الحالية التي تختزل منحى عملية 'طوفان الأقصى' التحدّيات التي تواجه فصائل المقاومة الفلسطينية، نتيجة التكلفة التي تتحمّلها من المواجهات العسكرية مع إسرائيل".

رصد لتنامي المكارثية الجديدة، وعنصرية الفكر الفلسفي الغربي، وخلفيّات الموقف الألماني

بدوره، يرصد هشام صفي الدين في دراسته، "الأكاديمية الغربية بعد الطوفان: المكارثية الجديدة"، المسارات والتحدّيات أمام حركة التضامن مع القضيّة الفلسطينية في الأكاديميا الكندية كنموذج عن الأكاديميا الغربية، عبر تحليل جملة من المؤشّرات، أهمُّها التماس أيّ تحوّل نوعي بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر في السياسة الخارجية للدُّول المعنّية تجاه "إسرائيل"، أو في البنية المؤسّسية لصناعة القرار والرأي العام، بما فيها تلك المتّصلة بالحقل الأكاديمي.

وتخلص الدراسة إلى وجوب تقويم نجاح هذه الحركات الاحتجاجية ضمن نطاق أكاديمي - لا جيوسياسي - على ثلاثة صُعد: إصلاحات مستدامة للمناهج التدريسية والمنهجيات البحثية المعتمدة في مقاربة القضية الفلسطينية، وتبدّلات في هياكل الإدارة لمصلحة المتعاطفين مع فلسطين، وقطع علاقات الشراكة مع الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات.

"طوفان الأقصى: عنصرية الفكر الفلسفي الغربي، حقّ الفلسفة في الرحيل" عنوان دراسة عزيز الهلالي الذي ينظر فيها إلى تأسيس الفلسفة الغربية أنساقها الكبرى على أعمدة مفاهيمية تبيح إدماج الأنا الخالص في قيم الحقّ والعدالة، في المقابل حاصرت الآخر في مستنقع التوحُّش والعنصرية. هذه الصيرورة المثقلة بالشرّ، بلغت مستوى من الانكشاف اللّاأخلاقي، جعَل أقطاب "مدرسة فرانكفورت" ينظرون إلى حرب إبادة تُرتكب في حقّ الشعب الفلسطيني، بوصفها "حرباً عادلة ومشروعة". أمام هذه التراجيديا، بات رحيل الفلسفة أمراً ضرورياً، بحثاً عن جغرافية تُعيد بناء العالم وفق قيم كونية عادلة وخالية من الشرّ الغربي.

أمّا دراسة عبد الصمد فاضل "حرب الإبادة في غزّة والموقف الألماني: خلفيّات الدعم غير المشروط لإسرائيل"، فترصد سعي ألمانيا لكسب رضى الاحتلال الإسرائيلي قدر المُستطاع، حتى لو كان ذلك على أنقاض إبادة جماعية تُرتكب في حقّ الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يفضح تناقض ألمانيا التي تحاول التكفير عن ماضيها النازي، بدعم "السامية". 

أيّة سلطة للمثقّف العربي في ظلّ التغيرات التواصلية والثورة الرقمية؟

ويُحلّل جاسم يونس الحريري في دراسته، "الحرب الثقافية الإسرائيلية على العراق: وسائل التواصل الاجتماعي بعد عام 2018"، الحربَ الثقافية الإسرائيلية على العراق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد عام 2018. ويُدقّق في طبيعة هذه الحرب، والوسائل والآليات التي تستخدمها "إسرائيل" فيها، وتداعيات تلك الحرب وانعكاساتها السياسية والأمنية والاستخبارية والمجتمعية.

وتُناقش دراسة أحمد مفلح، "سلطة المثقّف: أيّ دور مجتمعي للمثقّف العربي اليوم؟"، مجموعة من الأسئلة الإشكالية عن المثقّف العربي اليوم: ما أدوات المواجهة التي يمتلكها في مجتمعه؟ وهل من سُلطة له، في ظلّ التغيّرات التواصلية والثورة الرقمية وشيوع المعلومات؟ وهل لا يزال هذا المثقّف، الذي كوّنّا عنه صورة حقيقية ورمزية في خيالنا وواقعنا، موجوداً، أم انتهى ومات؟ وهل يُمكن أن ينتهي المثقّف بأدواره المختلفة من المجتمع؟

وتَختتم دراسة "سردية الأزمة الليبية: مقاربة سوسيولوجية" لمحمد فرج صالح رحيل، بابَ "دراسات"، وفيها يُحاول الباحث توضيح مفهوم "الأزمة" والتحقيق في قدرته التوصيفية في ضوء الأحداث والتطوّرات على الساحة الليبية، بهدف وضع تصوّر أكثر وضوحاً حول هذا المفهوم، كما يضع مداخل نظرية لفهم الأزمة الليبية واختبار مفاعيلها الحالية والمستقبلية، منها المداخل النظرية التقليدية وغير التقليدية لفهم الأزمة، كالمدخل الماركسي الصراعي، والمدخل العضوي الوظيفي وصولاً إلى مدخل علم الأزمات عند إدغار موران.

وخارج الملفّ الرئيسي، تضمّن العدد الجديد من مجلّة "المستقبل العربي" مقالات وقراءات عن وقائع المنطقة العربية وتفاعلاتها العالمية، أسهم فيها الباحثون: مخلص السبتي، وإسماعيل الرزاوي، وسفيان البراق، وعلي شكر، ونور الدين ثنيو، وكابي الخوري.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون