الرزاز ومعتوق والحكيم: تجارب تشكيلية في ثلاثة أجيال

25 أكتوبر 2020
(من أعمال مصطفى الرزاز)
+ الخط -

في إطار العودة التدريجية للصالات الفنية في مصر والعالم العربي لإقامة معارضها، بعد توقّفها لفترة بسبب انتشار فيروس "كوفيد – 19"، ثم انتقالها إلى عرض مجموعاتها الدائمة وإقامة فعاليات رقمية، افتتح منتصف الشهر الجاري في "مركز الجزيرة للفنون" بالقاهرة ثلاثة معارض تمثّل أجيالاً مختلفة من المشهد التشكيلي المصري، وتتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

"تجليات من القاموس البصري" عنوان معرض الفنان مصطفى الرزاز (1942) في قاعة أحمد صبري، والذي يستعيد مراحل عدّة من تجربته الممتدة أكثر من نصف قرن، بدءاً من البنائية ومروراً بالرمزية والتعبيرية وليس انتهاءاً بـ المفاهيمية.

(فتحية معنوق، من المعرض)
(فتحية معنوق، من المعرض)

وظّف الفنان مجموعة من الموتيفات المستمّدة من التراث المصري، حيث تحضر الطيور بأنواعها المختلفة في لوحاته، ومنها العصفور ضمن دلالات مختلفة حيث يشير إلى الحرية أحياناً، وفي أحيان أخرى يعبّر عن طبيعة الحياة البسيطة للناس المنتمين إلى الطبقات الفقيرة يتعايش خلالها الإنسان مع الحيوانات والطيور، كما تتضمّن بعض الأعمال خيولاً وأحصنة.

يتناول الرزاز مشاهد من الذاكرة الشعبية التي لا تزال الكثير من شخصياتها حيّة مثل عنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي، وغيرها من العناصر التي اشتغل عليها في سياق تراكم تجارب عديدة أتت كجزء من البحث عن الهوية المصرية، إلى جانب تقديمه مفردات من الطبيعة الصامتة من أوانٍ فخارية وزجاجية وعلب الكرتون وغيرها.

(رانيا الحكيم، من المعرض)
(رانيا الحكيم، من المعرض)

أما معرض الفنانة فتحية معتوق (1950)، فانطلق في قاعة راغب عياد تحت عنوان "أربعون سنة خزف"، ويضمّ أربعين عملاً تبرز أسلوب الفنانة من خلال اهتمامها بالتركيب الداخلي للأشياء ومحاكاة البيئة المحيطة ضمن صياغات متنوّعة تبرز خصائض الخامات المستخدمة، واستعمالها الألوان الطبيعية الخامة وما يماثلها في الطبيعة، وكذلك إبرازها الملامس والتأثيرات الخارجية التي تربط بين سمات الخامة والتأثيرات الخارجية دون الحاجة إلى إضافات من الطلاء.

وفي معرضها "ظل الفراشة" في قاعة الحسين فوزي، تقدّم الفنانة رانيا الحكيم (1961) الأثر الجمالي الذي تتركه الفراشة لدى المتلقي، غير أنها تقصّدت التقشف اللوني في رسم كائن شغف به الإنسان منذ القدم، فهي تضع خلفيات صفراء بلون الصحراء، وسماء زرقاء اللون، وعشب أخضر اللون، دون تكرار في التكوينات التي ترسمها.

المساهمون