ميريام دي بوركا.. عن الاستعمار وتوظيف الفن

08 اغسطس 2024
زوّار يتابعون التركيب السينمائي "الصرخة المعلقة"، من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- **معرض "نهاية العالم الجميلة" للفنانة ميريام دي بوركا في مركز غالواي للفنون بأيرلندا، يركز على تفكيك تفوق "الفن الرفيع" من منظور كولونيالي، باستخدام السخرية والانتقاد.**
- **دي بوركا تستعرض قوة الفن في إنهاء الاستعمار عبر وسائط متعددة مثل الرسم والكولاج والزجاج المغطى، وتعرض تركيباً سينمائياً بعنوان "الصرخة المعلقة" بالتعاون مع تيم هيمت، يستكشف الحقائق المتضاربة للاحتلال الإسرائيلي.**
- **الفنانة تسلط الضوء على الإرث المادي والجمالي للاستعمار، وتدعو المشاهدين للنقد النشط، مستعرضة أعمالاً سابقة تناولت الحدود والجماليات الإمبريالية وقضايا اجتماعية في أيرلندا.**

 حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "مركز غالواي للفنون" بمدينة غالواي غربي أيرلندا معرض "نهاية العالم الجميلة" للفنانة الأيرلندية ميريام دي بوركا، والذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الماضي.

يتمحور المعرض حول فكرة أساسية هي تفكيك تفوق "الفن الرفيع" وفق منظور كولونيالي، من خلال السخرية والانتقاد اللذين تمارسهما الفنانة على مواد تتداولها وسائل الإعلام وتكرس موروثات الاستعمار والنظام الأبوي، في محاولة للتأكيد على الدور الذي لعبه الفن في إضفاء الشرعية على المشاريع الاستعمارية.

وفي الوقت نفسه، تبحث دي بوركا في القوة التي يمتلكها الفن من أجل تفكيك هذه الهياكل وإنهاء الاستعمار، عبر استخدام وسائط عديدة مثل الرسم واللوحات الجدارية والكولاج، وكذلك تقنية الزجاج المغطى التي بدأ استعمالها منذ القرن الثامن عشر بطلاء الزجاج وتذهيبه.

تضيء الفنانة الأساليب والجماليات الإمبريالية التي تشعر بالانجذاب إليها والنفور منها في الوقت نفسه

وتعرض ميريام دي بوركا تركيباً سينمائياً بعنوان "الصرخة المعلقة"، تتعاون فيه مع الفنان الفرنسي السوري تيم هيمت بالاعتماد على شريط قديم صوّرته عام 2005 خلال زيارتها لفلسطين المحتلة، وتبلغ مدّته ثلاثاً وعشرين دقيقة، ويستكشف الحقائق المجزّأة والمتضاربة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه لإبقاء تأثيرها الدائم.

يضع الفنانان مجموعة من ملاحظاتهما في الفيديو أثناء عرض المشاهد التي يظهر فيها مرشد إسرائيلي يتحدّث عن مواقع عديدة خلال رحلة سياحية إلى القدس، مع تثبيت مواد مصنوعة من الخرسانة تحت الشاشة المعلّقة في المعرض، في إشارة إلى قضم أرض فلسطين، وتتواصل مشاهد الفيديو من غير تسلسل، حيث لا بداية ولا نهاية واضحتين.

من المعرض
من المعرض

يبيّن المنظّمون أن دي بوركا "تلفت الانتباه إلى الإرث المادي والجمالي للاستعمار، إذ إن التدقيق المكثف والدراسة التفصيلية التي تستكشف من خلالها موضوعها تتطلب أن نفعل الشيء نفسه؛ أن ننظر وندقق وننتقد، ليس كمراقبين سلبيين ولكن كشهود نشطين في نقد الإرث المتكشف للاستعمار، سواء في الماضي أو الحاضر".

في أعمالٍ سابقة، تناولت الفنانة مسألة الحدود فرسمت نباتاتٍ عثرت عليها قرب نقاط حدودية بعد خروج بريطانيا من اتفاقية "بريكست"، كما أضاءت الأساليب والجماليات الإمبريالية التي تشعر بالانجذاب إليها والنفور منها في الوقت نفسه، بالإضافة إلى رسوماتها حول مدافن الأمهات غير المتزوجات، والمرضى العقليين، والغرباء المجهولين، والأطفال ذوي الإعاقة والمنتحرين، في أيرلندا، والغموض المرتبط بها.

المساهمون