إيمانويل فالك: فلسفة من الأزمات

28 ابريل 2022
جوزف مالورد تيرنر/ بريطانيا
+ الخط -

لم تتوقّف الفينومينولوجيا، أو الظاهراتية، عن التوسُّع منذ ولادتها قبل قرن ونيف على يد إدموند هوسرل. فما بدأ بمنهجٍ لدراسة الأمور في النحو الذي تظهر من خلاله للوعي، بات اليوم أشبه بعدّة فكرية ووصفية واسعة يمكن اللجوء إليها لفهم كلّ مسألة وظاهرة.

لكنّ هذا التوسّع في مجال عمل الفينومينولوجيا لم يكن من دون تلمُّسٍ لحدودها، وهي مسألةٌ تكتسب منذ ثلاثة عقود المزيد من المهتمّين: مسألة أن هنالك ظواهر لا يمكن وصفُها على نحو عادي؛ أو ربما قد لا تكون ظواهر بالمعنى الفينومينولوجي الكلاسيكي، كما هو حال الحبّ والفعل الجنسي اللذين درسهما الفيلسوف الفرنسي جان لوك ماريون في "الظاهرة الإيروتيكية"، أو كما هو حال "فينومينولوجيا الغريب" عند الفيلسوف الألماني برنارد فالدنفلس.

ضمن هذا السياق، واستناداً إلى هذين العملين، يأتي كتاب "خارج الظاهرة: محاولة على حدود الظهور" للمفكّر الفرنسي المتخصّص بفلسفة العصر الوسيط، إيمانويل فالك، والصادر حديثاً عن "منشورات هيرمان" في باريس.

غلاف

يدرس المؤلّف سلسلة ممّا بات يُعرف بـ"الظواهر الحدودية"، التي لا يعود معها الوعيُ كما كان قبلها، مثل موت طفل، والمرض، والوباء، والكوارث الطبيعية؛ وهي ظواهر لا يمكن التقاطها تماماً، لأنها لا ترتبط بفاعل محدّد ولا تُربط بأيّة سببيّة، بل تُحال إلى جهةٍ "ثالثة"، لا شخصية، كقولنا "إنها تمطر"، أو "إنه الوباء".

ويشير فالك إلى أن مقاربة فلسفية لظواهر كهذه تأني في محاولةٍ لإعادة صياغة عيشنا انطلاقاً من الرضوض والأزمات التي أصابتنا، والتي "تذكّرنا فلسفياً بجوهر إنسانيّتنا"، بحسب المؤلّف.

المساهمون