في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والمعمارية والمسرح والسينما والرواية والقصة القصيرة وكرة القدم.
■ ■ ■
ضمن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت النسخة العربية من كتاب "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب: المؤتمر السوري في عام 1920 وتدمير التحالف التاريخي الليبرالي - الإسلامي فيه" للمؤرّخة الأميركية إليزابيث ف. تومبسون، بترجمة الكاتب والأكاديمي الكوسوفي السوري محمد م. الأرناؤوط. يعالج الكتاب لحظة محورية في تاريخ العالم الحديث، مع إعلان استقلال سورية عام 1920 وصياغة دستور أرسى أوّل ديمقراطية عربية، تضمّن حقوقاً متساوية لجميع المواطنين، لكنّ الفرنسيّين غزوا دمشق وسحقوا الدولة السورية.
صدر عن "مركز دراسات الوحدة العربية" كتاب "العراق بعد الغزو: تشرذم - ولادة جديدة - اندماج" للباحث العراقي سعد ناجي جواد. يقدِّم المؤلّف عرضاً تأريخياً وتحليلياً مفصّلاً حول احتلال العراق عام 2003 وما سبقه من ظروف إقليمية ودولية مهّدت لاحتلاله، وما أعقب ذلك من أحداث وتداعيات تدميرية، ساعياً إلى إثبات زيف ادّعاءات التحالف الأميركي البريطاني الإسرائيلي لتبرير عمله العسكري ضدّ العراق، والأهداف الملفَّقة التي طرحها بشأن مستقبل البلد، وإظهار عدم قانونية هذا الاحتلال ومدى انتهاكه الشرعية الدولية.
عن "منشورات جامعة برينستون"، صدر كتاب "أنت ما تقرأه: دليل عملي للقراءة الجيّدة" لأستاذ الإنسانيات روبرت دياني. يركّز الكاتب على كيفية اكتشاف أنفسنا عن طريق القراءة، والوصول إلى حياة الآخرين، واستكشاف الاحتمالات اللامحدودة للوجود البشري، وكذلك تطوير فهمنا للعالم من حولنا، داعياً إلى التفكير في ما يقوله المؤلّفون والطريقة التي يقدّمون عبرها ما يقولونه، بدلاً من التسرُّع في تلقّي مقاصدهم، كما يستعرض مفاهيم تتعلّق بتناقضات القراءة؛ مثل القراءة الانفرادية مقابل القراءة الاجتماعية، والخضوع للمؤلّف أو مقاومته.
"صوغ الحداثة: العمارة في العالم العربي 1945 - 1973"، عنوان الكتاب الصادر بالعربية والإنكليزية عن "منشورات رواق"، من تحرير: جورج عربيد وفيليب أوسفالت. يلتفت العمل إلى مجموعة من المدن العربية في لحظة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في محاولة لتصحيح الصورة المضلّلة للتاريخ المعماري الذي يهيمن عليه الغرب. يتضمن العمل عشر مقالات وقّعها كلّ من: بيلين تان، ورافع حقّي، وأمين السادن، وسارة ساراغوسا، ووائل سمهوري، ومحمد الشاهد، وعزيزة شاوني، وجانسيت شواش، ومرسيدس فوليه، وليلى الوكيل، وديما ياسر، وجورج عربيد.
بترجمة وتقديم محمد عبد الفتاح السباعي، صدرت عن "دار المرايا" الترجمة العربية لكتاب "تاريخ شعبي لكرة القدم" للصحافي الفرنسي ميكائيل كوريا. يعود العمل إلى الجذور التاريخية لنشأة كرة القدم منذ القرنَين الخامس عشر والسادس عشر وتطوُّرها إلى أن أصبحت صناعةً كُبرى لا تخلو من التأثيرات السياسية. يروي كوريا كيف وُظّفت هذه اللعبة من قبل النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا. وفي المقابل، كيف استُخدمت في نضال الجزائريّين والفلسطينيّين ضدّ الاستعمار الفرنسي والإسرائيلي، وكوسيلة لمقاومة العنصرية في الملاعب.
للباحثة حنان هاشم، صدر حديثاً بالفرنسية، عن "منشورات لارماتان"، كتاب "المسرح المصري: دراماتورجيا بولفاردية، 1900 - 1960". تضيء المؤلّفة على حضور ما يُعرف بمسرح البولفار (نسبة إلى البولفارات، أو الجادّات والشوارع العمومية الكُبرى، التي كانت تُقَدَّم فيها العروض) في مصر بين هذين التاريخين، حيث تعود إلى تاريخ بناء عدد من المسارح التي نظّمت عروضاً كهذه، كما تبحث في أعمال وسيَر العديد من المؤلّفين الذين ألّفوا مسرحيات تنتمي إلى هذا الصنف، ومنهم: إبراهيم رمزي، وعبّاس علّام، وأنطون يزبك.
بترجمة نبيل الدبس، صدرت عن "دار المدى" النسخة العربية من كتاب "هوليوود والحلم الأميركي: السينما والأيديولوجيا في الولايات المتّحدة" للباحثة آن ماري بيدو. عبر تحليل العديد من الأفلام الأميركية المعروفة وسياق إنتاجها، تسعى المؤلّفة إلى الكشف عن الروابط الوثيقة بين "هوليوود" ومراكز صناعة القرار السياسي والاقتصادي في الولايات المتّحدة. يدافع الكتاب عن مقولة أنه "جرى بناء السينما الأميركية على أساس أنها مدرسة تعطي دروساً أخلاقية" للآخرين، ومهمّتها "أمركة" المشاهدين وتقريبهم من "القيَم" الأميركية.
"وقائع سبعة أيام في فلسطين"، عنوان كتاب للطبيب الفلسطيني جهاد يوسف حرب (1957)، صدر بالإسبانية عن دار Sultana del Lago في فنزويلا. يُضيء العمل على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيّين، في مُحاولَة لنقل الصورة الحقيقية المعاكسة لما يتناوَله الإعلام الغربي الذي يتبنّى الرواية الصهيونية. ينطلق المؤلّف من تجربة زيارته إلى وطنه الأمّ عام 2006 بعد إبعاد قسري استمرّ لأكثر من عشرين عاماً، ليروي جانباً من تاريخ فلسطين، بدءاً من تمهيد الاستعمار البريطاني لاستيلاء الحركة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية وتهجير سكّانها.
عن "دار الكرمة"، تصدر قريباً الترجمة العربية لرواية الكاتبة الإيطالية آليتشه كابالي "لن نقدّم القهوة لسبينوزا" بتوقيع المترجمة أماني فوزي حبشي. يعرض العمل حكاية ماريا التي تفقد وظيفتها وتتهدّد حياتُها الزوجية، لتضطرّ للعمل كمدبّرة في أحد المنازل وقارئة كتب لأستاذ فلسفة فاقد للبصر، فتنشأ بينهما علاقة صداقة تمتّنها نصوص سبينوزا وأبيقور وأغسطينوس. يُشار إلى أنّ هذا العمل هو الأوّل للروائية؛ إذ صدر عام 2019، ولاقى رواجاً كبيراً لمعالجته موضوعاً إنسانياً بلغة سلسة، أتبعته بعملٍ ثانٍ عنوانه "تذكّري باخ" (2020).
عن "دار الشروق"، تصدر هذه الأيام طبعة جديدة من كتاب "مَن قتَل مريم الصافي؟" للكاتب المصري محمّد المنسي قنديل (1946). العمل، الذي صدر في طبعته الأولى عام 1986، هو مجموعة قصصية تضمّ 14 نصّاً وضعها المؤلّف بين أواخر ستّينيات ومنتصف سبعينيات القرن الماضي، ويتنوّع أبطالها وتختلف حكاياها بين قصّة تاجر أقمشة، أو قصّة عودة المماليك من الماضي، أو القصّة التي تمنح الكتاب عنوانَه وتروي حكاية محقّق بائس يبحث عن طرف خيط للكشف عن جريمة غامضة لكنّه يجد نفسه في مواجهةٍ مع مريم الصّافي.
عن "بيت الحكمة للثقافة"، صدر كتاب "الصين في العصر الجديد.. شي جين بينغ ومجتمع المصير المشترك" للباحثَين: عماد الأزرق والدكتور أحمد السعيد. ضمن ثلاثة أبواب موزَّعة على 18 فصلاً، يقدّم العمل إضاءةً على الواقع السياسي والاقتصادي والتنموي في الصين، متناولاً نظام الحكم، وتطوُّر الحياة السياسية والحزبية فيها، وآليات اتخاذ القرار السياسي وتوجُّهاته، والتطوُّر التاريخي للحزب الشيوعي الذي يضمّ في عضويته أكثر من 95 مليون شخص، كما يستعرض التعديلات الدستورية التي أُدخلت على دستور الحزب بدءاً من 1982 بعد ثبات دام نحو ستّين عاماً.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
