أوزلم آلتن: لوحات كحُلم بالأزرق والأبيض

30 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

كثيراً ما تنعكس التجارب الحياتية للفنانين على أساليب عملهم، حيث نلاحظ اهتماماً بالثنائيات، وبالمساحات والثيمات البينية، الواقعة بين حدَّين أو أمرَيْن، لدى الكثير من الفنّانين الذين نشأوا بين ثقافتين ولغتين، كما هو حال التشكيلية التركية الألمانية أوزلم آلتن (1977).

ومثل مسارها الشخصي الذي يُراوح بين هذين البلدين والثقافتين، فإن أعمال الفنانة تمزج، منذ بداياتها، بين مشارب متنوّعة، جامعةً بين الصورة الفوتوغرافية والرسم، ومحوّلةً العمل الفني إلى طبقات من المواد والمعاني التي تتكامل في ما بينها.

في غاليري "ذي فيل" بإسطنبول، افتُتح في الثامن من أيلول/ سبتمبر الجاري معرضٌ لـ آلتن بعنوان "قِسمة"، يستمرّ حتى الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويضمّ مجموعةً من اللوحات التي تؤثّثها الفنانة بصور فوتوغرافية، بالأسود والأبيض، ثم ترسم فوقها بالحبر أو الألوان الزيتية.

يشبه الدخول معرض الفنّانة دخولاً إلى عالم حُلميّ، حيث تناوُب الأزرق والأبيض، في اللوحات وعلى الجدران، يضعنا في ذلك المكان القلِق، أو اللامكان، الذي نألفه في المنامات، وهو الجوّ العام الذي كثيراً ما يكون الشيء الوحيد الذي نتذكّره من أحلامنا. ثم تأتي الأشكال الغامضة والمقتطِّعة، أو قليلة الملامح، في بعض اللوحات، لتزيد من هذا الجوّ الحُلمي.

الصورة
جانب من المعرض
جانب من المعرض

وكما في ثنائية الصورة الفوتوغرافية والألوان الزيتية، فإن الفنانة تنشغل أيضاً بذلك التداخُل بين الإنساني والحيواني والنباتي، حيث تتكامل، في لوحة واحدة، يدٌ بشرية مع سُنبلة، أو وجهان وأوراق نبتة، أو ذراعٌ وذئب ورضيع مولود للتوّ، إلى جانب مشاهد تشريحية لأعضاء في البدن لا نعرف إن كانت تحيل إلى جسدٍ آدميّ أو حيواني. وحدها اليد ــ الحاضرة في أغلب لوحات الفنانة ــ لا تخفي هويّتها الإنسانية.

المساهمون