تعدّدت المعالجات المسرحية لـ"هاملت"؛ إحدى أكثر الشخصيات الشكسبيرية غموضاً وغنى نفسياً، بين شجاعتها في مواجهة الموت وبين تردّدها في تحقيق انتقامها، وكذلك الصراع الذي يخوضه شخص نبيل الخلق عليه أن يرتكب جريمة تتمثّل قي قتل الرجل الذي أزاح أباه واحتل مكانته عند أمه.
"هاملت بالمقلوب" عنوان المسرحية التي ستُعرض خلال الشهر الجاري، على خشبة "مسرح السلام" في القاهرة، وهي من تأليف سامح مهران وإخراج مازن الغرباوي، ضمن رؤية جديدة للنص تنزاح بالزمن من القرن الثالث عشر إلى اللحظة الراهنة.
العرض يعتمد تقنية "3D مابينغ" و"الهولوغرام"، بحسب بيان المنظّمين، الذي يشير إلى أن الفنان خالد الصاوي سيؤدي شخصية الأمير الدنماركي هاملت، بشكل غير تقليدي، حيث انتهى مؤخراً من تسجيل الأداء الصوتي للعمل، وسيبدأ بتصوير مشاهده التي سوف تظهر خلال المسرحية.
تظهر أوفيليا في العرض امرأة شابة جميلة قوية طموحة وعقلانية، يبلّغها الطبيب أن هاملت اخترع عالماً خيالياً يستحيل التخلّص منه، حيث يتداخل الواقع مع شطحات الخيال ويغدو من الصعب الفصل بينهما. يعتقد هاملت أن شفاءه ربما يتحقّق على يد امرأة تحبه، لكن أوفيليا تصر على اعتقادها بأن هاملت يدّعي الجنون بعد أن أصبح نجماً على وسائط التواصل الاجتماعي، ولديه الكثير من المعجين الذي يهتفون باسمه.
يأمر الملك كلوديوس بخروج هاملت من المستشفى وعودته إلى القصر، وهناك يتكاشف مع أوفيليا في حوارٍ تشير خلاله إلى رغبته في ادعاء أخلاق زائفة، حيث يخفي حياة اللهو والمجون في صورة الأمير الذي يعد شعبه بتحقيق كافة أحلامه.
تقترب النهاية التي تكشف أبعاد الصراع على العرش، حين يقرّر الملك أن يُخضع هاملت للصدمات الكهربائية، بعد أن تُصدر المحكمة حكماً بإدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية، حيث يتحوّل إلى مجرّد عاجز مستلَب الإرادة والروح، غارق في يأسه وأوهامه.
يشارك في العمل، الذي ينتجه "البيت الفني للمسرح"، كلّ من الممثلين عمرو القاضي، وخالد محمود، وخالد النجدي، وأيمن الشيوي، ويصمّم الديكور صبحي السيد، وتصمّم الأزياء مروة عودة، إلى جانب طارق مهران في التأليف الموسيقي.