تحتضن مدينة فاس، التي تُلقَّب بـ "العاصمة العلمية" للمغرب"، مهرجانَين بارزيَن في مجال الثقافة الصوفية؛ هما "مهرجان الموسيقى الصوفية" و"مهرجان الثقافة الصوفية".
بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار وباء كورونا في المغرب، قرّرت "مؤسّسة روح فاس" إلغاء الدورة السادسة والعشرين من "مهرجان الموسيقى الصوفية"، والتي كان مقرّراً تنظيمها بين الثاني عشر والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي.
أمّا "مهرجان الثقافة الصوفية"، الذي تُنظّمه جمعية تحمل الاسم نفسه، فتمّ اللجوء إلى الخيار الافتراضي؛ إذ أعلن المنظّمون في أيلول/ سبتمبر الماضي عن إقامة فعاليات التظاهرة افتراضياً بين التاسع عشر والسادس والعشرين من تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري.
هكذا، يُنتظَر أن ينطلق المهرجان في دورته الثالثة عشرة غداً الإثنين، متضمّناً مجموعةً من الفعاليات التي تتوزّع بين العروض الموسيقية والندوات الفكرية والجلسات الأدبية التي تُبثّ عبر الإنترنت.
ستكون ثيمة الوباء غائبةً عن التظاهرة؛ إذ يقول منظّموها إنَّ برنامجها سيُقدّم مقارباتٍ ثقافيةً وإبداعية للأزمة التي يعيشها العالم حالياً بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. وفي تصريحاتٍ صحافية، قال رئيس المهرجان، فوزي الصقلي، إنَّ "الدرس الرئيسي الذي يمكن استخلاصه من هذه الأزمة يتمثّل في استعادة الخلاصات التليدة للصوفية كغذاء إنساني روحي".
تُشارك في الدورة، التي تحمل شعار "فن التلاقُح"، قرابة ستّين متدخّلاً من باحثين وكتّاب وفنّانين تشكيليّين وموسيقيّين ومرشدين روحيّين، من المغرب وخارجه. ومن المواضيع التي تتناولها الندوات: "على خطى ابن عربي من مورسية الى دمشق"، و"أصداء الرومي عبر العالم"، و"الحكمة والروحية أمام الرهانات السياسية".
ويهدف المهرجان، حسب المنظّمين، إلى "مساءلة دور الصوفية في عالم اليوم والتعريف ببصمات المرجعية الصوفية في الرسم والحروفية والغناء والموسيقى والسينما، وإعادة اكتشاف أبعاد التراث الصوفي الروحية والفنية التي لا تنضب".