في نهاية العام الماضي 2020، انطلقت أشغال "مؤتمر الدراسات الفنية" السنوي الثالث 2020-2021"، الذي يستمر حتى الشهر الجاري؛ حيث تناولت ورشة العمل الأولى من المؤتمر، التي أُقيمت في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2020، التقاطعات الراهنة للأزمة الصحية، وأثرها على كل من المتحف والمدينة، إضافة إلى النقاش حول الطرق التي يستخدمها كل من المتحف والمدينة لسرد هذه التحولات.
يوم الأحد المقبِل في الدوحة، تنطلق أشغال الورشة الثانية من المؤتمر، والتي يناقش فيها عددٌ من الفنانين والباحثين وموظّفي المتاحف وقيّمي المعارض من بلدانٍ مختلفة من العالَم موضوع "مستقبل المتاحف في مدينة المستقبل".
ويتواصل المؤتمر، الذي يُنظّمه "معهد الدوحة للدراسات العليا" بالتعاون مع "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" افتراضياً، على مدار ثلاثة أيام، تجري خلالها مناقشة السيناريوهات المحتملة حول مستقبَل المتاحف؛ حيث يستعرض المشاركون السيناريوهات المستقبلية المفتوحة على إمكانيات متعدّدة في أعقاب جائحة كورونا، إضافةً إلى أثر الوباء على مجالات الإنتاج الثقافي والأدوار المختلفة للمدينة والمتحف.
ويضمّ برنامج المؤتمر خمس جلسات؛ تتناول الأولى "قراءة نقدية للقوى العمرانية الفاعلة في تشكيل حاضر ومستقبل المدينة الموبوءة"، وتُخصًّص الثانية لـ"مراجعة نقدية لتاريخ المتحف الحديث في ضوء التحولات الراهنة"، وتُحاول الثالثة "استشراف العلاقات الممكنة بين المدينة والمتحف انطلاقًا من اللحظة الراهنة"، في حين تتناول الرابعة "إمكانيات تصوير النظام السياسي الجديد المبني على أساس بيولوجي وأشكال مقاومته".
وتسلِّط الجلسة الخامسة الضوء على محور "المشهد الجنوبي الآن وحمولته التفكيكية"، حيث تجري مناقشة مواضيع مختلفة؛ من بينها "أزمة مدارس الفن"، و"مستقبل المتحف في مدينة المستقبل: نظرة ما بعد إنسانية"، و"دور جائحة كورونا في دفع الفنانين للانخراط بأشكال جديدة في قضايا اجتماعية عالقة".
واعتبر إسماعيل ناشف، الأستاذ المشارك في "معهد الدوحة"، أنَّ المؤتمر يقترح معاجلة فنية لموضوع الجائحة "تبحث بين عدة سيناريوهات للمستقبل، وفي سياق جائحة كورونا، تحديداً، تجري المعالجة في نقطة الالتقاء بين البيئة المادية الاجتماعية والمتحف، والمدينة، وإمكانيات إعادة جمعهم من جديد"، في حين أشار عبد الله كروم، مدير "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" أن المؤتمر يُشكّل "فرصةً لمناقشة العمل الثقافي في أوقات الأزمات، وربط معرفة العلماء بخبرات المتاحف الفنية المتخصصة".