"تحليل الواقع".. من منظور أحد عشر فناناً

28 يوليو 2022
عمل لـ حسن الملا (من المعرض)
+ الخط -

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سادت التيارات التجريدية في الغرب ضمن نزعة إلى تجاوز الواقعية التي سعت إلى محاكاة الطبيعة وتكرارها، من خلال التركيز على الأنماط والألوان والملمس والخط دون الحاجة إلى دافع خارجي.

غير أن زاوية النظر هذه بدت مختزلة، مثلما حدث مع تيارات سابقة كالسريالية التي بحثت أساساً في مناطق الحلم واللاوعي، إلا أن روّادها أرادوا تشخيص واقع حقيقي من وجهة نظرهم؛ واقع فوق الواقع، وكذلك ذهب التجريديون - وفي طليعتهم جاكسون بولوك وفرانز كلاين - إلى "واقعية مجرّدة" تهدف إلى تصوير المشاعر الكامنة وراء الكائنات في الحياة الواقعية.

هذه الخلفية يستند إليها معرض "التجريد: تحليل الواقع" الذي يُفتتح عند التاسعة من صباح اليوم الخميس في "غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة ويتواصل حتى الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، بمشاركة أحد عشر فنانة وفناناً، وبتنظيم من "متاحف قطر".

الصورة
عمل لـ نور أبو عيسى
عمل لـ نور أبو عيسى

يشارك في المعرض كلّ من الفنانين: حسن الملا، ونور أبو عيسى، وآمنة الباكر، وشيخة الحردان، ومي المناعي، وابتسام الصفار، ورايان براوننغ، وسارة جيوسي، وجيسي باين، ومايكل بيرون، وتويجي شميساني. 

وفي هذا المعرض يجري "تخريب تصوُّر الفنان وتحويله إلى بئر إدراك جماعي، انطلاقاً من أن التجريد في الفن يتجاوز الحواس الخمس، ويخلق حاسة سادسة فريدة، هي الحاسة السادسة، والتي تتسم بشعور غريب لا يتم وصفه بشكل واضح، إذ لا توجد قطعة مجردة هي نفسها، كما لا توجد تجربة مماثلة لقطعة مجرّدة"، بحسب بيان المنظّمين.

يشير البيان إلى أن "التجريد يُعد أكثر أشكال الفن خصوصية، وخلاله يتجاوز الفنان الواقع في محاولة للتعبير، دون أن تتوفر له كلمات قوية من خلال الأشكال والخطوط والألوان. وبالنسبة للفنان، ليست هناك حاجة بالضرورة لرسالة واضحة، ويكون التركيز على تجربة التركيب والإبداع بطريقة قاسية أو غير منسجمة".

من جهة أخرى، تُطلق "متاحف قطر" بالتزامن معرضاً آخر في "مطافئ" تحت عنوان "ما وراء القواعد" للقطرية عبير التميمي، وهي فنانة تجريبية متعددة التخصصات تقدم مواد وعناصر غير تقليدية في عملها بحثاً عن أشكال جديدة من التعبير، علاوة على انخراطها في القضايا الاجتماعية المعاصرة وتحويلها إلى أنماط مجردة ومعاصرة يمكن للناس أن يتعاملوا معها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون