في عام 1989، انطلق "بينالي داكار" في العاصمة السنغالية ليكون بمثابة ملتقىً لفنّاني البلاد الذين دأبوا على تنظيم معارض فنّية منذ السبعينيات، لإضاءة مراحل تطوُّر الفنّ الأفريقي المُعاصر.
خُصّصت الدورة الأُولى للآداب، والثانية، عام 1990، للفن المعاصر. وابتداءً من عام 1996، أصبحت التظاهُرة، على نحو دائم، مخصًّصةً للفنّ المُعاصر في القارّة الأفريقية.
بعد تأجيله خلال السنتَين الماضيتَين بسبب تداعيات انتشار جائحة كورونا، عاد "بينالي داكار للفنّ الأفريقي المُعاصر" في دورته الرابعة عشرة التي انطلقت في التاسع عشر من أيّار/ مايو الماضي، وتستمرُّ حتى الواحد والعشرين من حزيران يونيو/ الجاري.
تُشارك في "البينالي" قرابةُ 2500 فنّان أفريقي يأتون من 85 بلداً أفريقياً وأجنبياً، حيث يقدّمون أعمالاً تتنوّع بين الرسم والتركيب والتصوير والنحت والنسيج وأعمال الصوت والفيديو.
وتشهد التظاهُرة إقامة قرابة 300 معرض وعرضٍ فنّي؛ تتوزّع بين "المتحف الجديد للحضارة السوداء" في العاصمة وقاعات وفضاءات مفتوحة أُخرى في عددٍ من المدن السنغالية، إضافةً إلى الفعاليات التي تُقام عن بُعد.
من الفعاليات الرئيسية "العرضُ الدولي" الذي تُشارك فيه أعمالٌ لتسعة وخمسين فنّاناً من ثمانية وعشرين بلداً. ومن بين المشاركين فيها الفنّان السنغالي عمر با، والجنوب أفريقي سيثيمبيلي مسيزان، والفرنسية التوغولية السنغالية كارولين غوي.
كما يُقام معرض بعنوان "غابة" يضمّ 343 منحوتةً للفنّان السنغالي عثمان ديا، تُمثّل رجالاً ونساءً وأطفالاً من دون سواعد، وهو عملٌ يُندّد من خلال ديا بانعدام المساواة، ويدعو إلى إقامة نظامٍ جديد يحترم الكرامة الإنسانية.