"اللباس التقليدي الجزائري": من زوايا تاريخية وثقافية وأنثروبولوجية

01 اغسطس 2022
من معرض مقام على هامش "المهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري"
+ الخط -

ضمن الدورة الخامسة من "المهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري"، والذي انطلق أول أمس السبت في "مركز الفنون والثقافة" (قصر ريّاس البحر) بـ الجزائر العاصمة ويتواصل حتى غدٍ الثلاثاء، أُقيم أمس في "قصر الثقافة" بالعاصمة ملتقىً علمي بعنوان "اللباس التقليدي الجزائري: أشكال المقاومة بين الذاكرة والحاضر" بمشاركة باحثين وأكاديميّين تناولوا في مداخلاتهم خصوصيات الأزياء التقليدية الجزائرية ودورها في "المقاومة وحفظ الهوية الوطنية".

في مداخلتها التي حملت عنوان "اللباس الحسّاني الأنثوي: الهوية الثقافية"، تناولت الأكاديمية والباحثة مباركة بلحسن دور اللباس التقليدي في حفظ الهوية الثقافية للمجتمع الحسّاني جنوب الجزائر، قائلةً إنّ هذا اللباس "له خصوصية هامّة جدّاً في المجتمع المحلّي، وهو أكثر قدرة على الصمود من اللباس الرجالي".

وأوضحت صاحبة كتاب "المرأة الحسّانية وثقافة الجسد: مقاربة أنثروبولوجية للجنسانية" أنّ المجتمع الحساني "مجموعة ثقافية في الجنوب الغربي للجزائر، لا يقتصر وجودها على ولاية تندوف وإنما أيضاً في أدرار وتمنراست، إضافةً إلى عدد من بلدان الجوار؛ ومن بينها موريتانيا والنيجر ومالي".

وتحدّثت الباحثة الجزائرية، في هذا السياق، عن "الملحفة الحسّانية"؛ باعتبارها "أبرز لباس حسّاني"، قائلةً إنّها ظهرت منذ القرن السادس عشر، وإنّها تتمّيز بمقاومتها للطبيعة الصحراوية القاسية، مُشيرةً إلى أنّ هذا الزي التقليدي، الذي لا يقتصر ارتداؤه على المناسبات، يُمثّل مقياساً لأناقة المرأة الحسّانية.

وتحت عنوان "الزي التقليدي الرجال العربي مظهرٌ من مظاهر المقاومة الثقافية: بلاد أولاد نايل نموذجاً، قدّم الأكاديمي عيساوي بوعكّاز مداخلةً تطرّق فيها اللباس التقليدي الرجالي في منطقة أولاد نايل، معتبراً أنّه يمثّل أحد "مظاهر المقاومة الثقافية" في المنطقة، مضيفاً أنّ "العديد من المخطوطات القديمة وكتابات الرحّالة والمستشرقين والمصوّرين وثّقت لهذا الزي وغيره من الأزياء الخاصة في منطقة أولاد نايل، وخصوصاً في ولاية الجلفة التي ما زالت تحافظ على هذا اللباس".

وعدّد بوعكّاز عدداً من الأزياء التي تندرج ضمن ما سمّاه "التراث العربي" في منطقة أولاد نايل؛ وأبرزها "البرنوس" و"القشابية" و"القندورة" و"السروال العربي" و"البدلة العربية" والأحذية الجلدية.

ومن المداخلات الأُخرى التي قُدّمت ضمن الملتقى: "برنس النساء من الصناعة إلى العلامة" لمريم بوزيد، و"سيميولوجية الحلي المرافقة للملحفة الجزائرية" لعائشة حنفي، و"صناعة البرانيس الجزائرية من خلال المصادر" لحسين فرج جيلالي، و"الصورة الفوتوغرافية كذاكرة للتراث الملبسي الجزائري" لرضوان بلحسن، و"تطوّر لباس المرأة الجزائرية: صعوبات البحث والتنقيب" لنفيسة لحرش"، و"أنثروبولوجيا الفن والإستطيقا: القفطان الجزائري نموذجاً" لرشيدة قلفاط، و"البرنوس الجزائري: دلالته وأصوله التاريخية" لنوال فنينغ، و"اللباس كمقاومة: قراءة في الأسس والآليات" لمبروك بوطقطوقة، و"اللباس التقليدي: ذاكرة المقاومة الشعبية" لرضا خميس.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون