ضمن فعاليات "المهرجان الوطني للفيلم" المُقامة في مدينة طنجة المغربية، عُقدت أمس الجمعة ندوةٌ بعنوان "الثقافة السينمائية في المغرب" بتنظيم من "جمعية نقّاد السينما"، دعا المشاركون فيها إلى "نشر السينما من خلال تعزيز حضورها في منظومتَي التعليم والإعلام".
في مداخلته، تحدّث الناقد خليل الدامون عمّا أسماه تراجُع الثقافة السينمائية في المغرب، رابطاً ذلك بعاملَين أساسيَّين: تراجُع عدد القاعات السينمائية من جهة، وعدم اقتناع المؤسّسة التربوية التعليمية بأهمّية إدراج الثقافة السينمائية في البرامج التعليمية من جهة ثانية.
واعتبر الدامون أنّ "تملُّك ثقافة سينمائية حقيقية يتطلّب، من بين ما يتطلّب، تملُّك ثقافة الصورة باعتبارها الوسيلة التي تُقدّم لنا العالم والحياة كما يراها المخرج، والإقبال على مشاهدة الكثير من الأفلام والتعرُّف على تاريخ السينما ومدارسها ولغاتها".
ووافق الناقد سعيد شملال الرأي السابق؛ حيث أشار إلى ما سمّاه "الطلاق غير المعلن" بين السينما والمدرسة، وندرة البرامج التلفزية التي تُمكن من تطوير الثقافة السينمائية والذائقة الفنية لدى الجمهور، داعياً إلى تعزيز حضور السنيما في المدرسة والإعلام المغربيَّين، من خلال استحداث نواد سينمائية وتنظيم لقاءات مع الفاعلين السينمائيّين داخل المؤسّسات التعليمية، والترويج للمنتوج السينمائي الوطني عبر وسائل الإعلام.
من جهتها، تحدّثت المُخرجة خولة أسباب بنعمر عن ضرورة إدراج السينما في المقرّرات الدراسية، وضمان وصول الأجيال الجديدة إلى الأفلام السينمائية المغربية من خلال وسائل الإعلام التي قالت إنّه يتعيّن عليها المساهمة في حفظ ونشر هذه الأفلام حتى لا تندثر.
وفي هذا السياق، استعرضت بنعمر تجرُبة "مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية- البصرية"، والتي قالت إنّها تقوم على استحداث نواد سينمائية في جميع المؤسّسات التابعة لـ "جامعة محمّد الخامس" في الرباط.
أمّا المخرج محمد الشريف الطرييق، فعاد إلى تجربة "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية" في السبعينيات، واصفاً بأنّها كانت "تجربة رائدة في إشاعة الثقافة السينمائية" في المغرب، مُضيفاً أنّ انتقال مشاهدة الأفلام من الفضاء العمومي إلى الفضاء الخاص أسهم في تراجُع هذه التجربة.
يُذكَر أنّ فعاليات الدورة الثانية والعشرين من "المهرجان الوطني للفيلم" افتُتحت الجمعة الماضي في "المركز الثقافي أحمد بوكماخ" بطنجة وتُختتم مساء اليوم، بمشاركة قرابة خمسين فيلماً تتنافس على 19 جائزة ضمن ثلاث فئات؛ هي الأفلام الروائية الطويلة، والروائية القصيرة، والوثائقية الطويلة. وتكرّم الدورة المنتج والكاتب والناقد السينمائي المغربي الراحل نور الدين الصايل (1947 - 2020).