ما هي المرأة؟ سؤال بسيط يخفي خلفه حقائق كارثية

23 نوفمبر 2022
+ الخط -

شاهدت الفيلم الوثائقي، ما هي المرأة؟ (؟What is a woman)، وفي ذهني الفكرة المسبقة عن وجود مؤامرة على بلاد العرب والمسلمين، لكن وجدت أنّ الموضوع أعمق وأكبر من تلك النظرة الضيقة، وأنّ للحكاية هدفا يطاول الجنس البشري بأجمعه.

هل الموضوع مرتبط بفكرة المليار الذهبي؟ أم أنّه مرتبط بالمكاسب المالية؟ برأيي أنّ كليهما مرتبط بالآخر، لأنّ الهدف النهائي هو السيطرة على موارد الكرة الأرضية لصالح الفئات والطبقات الأغنى.

"مات ولاش" أب لأربعة أطفال، محاضر ومذيع ومؤلف للكتب. ومع التصاعد الجاري تجاه ما أطلق عليه الهوية الجنسية أو الجندر، وبهدف البحث عن الحقيقة، قرّر التجوّل بالكاميرا والالتقاء بأكبر عدد من المواطنين الأميركيين في مختلف التخصّصات والولايات: بشر عاديين ومتحوّلين جنسياً... كانت محاولة للإجابة على سؤال: ما هي المرأة؟ السؤال رغم بساطته، كانت الإجابة عليه من الصعوبة بمكان.

في ولاية تينيسي الأميركية، التقى متحوّلة جنسيا تدعى، جارت كومفراي، تعمل معالجة أسرية وزوجية، مرخصة، وتناهض الظلم والنسوية، وعند سؤالها: ما هي المرأة؟ أجابت أنها لا تعتمد على الأعضاء التناسلية وما يحدّده الأطباء عند الولادة، ولكن على ما يعتقده الشخص في نفسه.

في سان فرانسيسكو التقى متحولة جنسياً، هي الدكتورة مارسيلز بورز، طبيبة مختصة بأمراض النساء والجراحة، وهي الأمهر في تغيير الجنس، حيث أجرت أكثر من 2000 عملية جراحية، واتفقت مع المعالجة السابقة، من الانطلاق من الحالة النفسية، ورفضت الردّ على السؤال المتعلّق بأحد الأدوية المستخدمة في التحوّل الجنسي، حيث أنه يستخدم كعقاب لإخصاء المتحرّشين، مدّعية أنّ الحديث يأخذ منحى آخر!

الهدف النهائي هو السيطرة على موارد الكرة الأرضية لصالح الفئات والطبقات الأغنى.

في واشنطن كان اللقاء مع صاحب متجر لبيع لعب الأطفال، تعرّض لمواجهة من عضو مجلس مدينة أبردين، تيسا ميسكس، بسبب لافتة وضعها على واجهة متجره: "إذا ولدت بقضيب فأنت لست فتاة"، في محاولة من الرجل العجوز التصدّي لما وجده انتهاكا للفطرة.

في ولاية بوسطن، التقى  صاحبة شهادة طبية من جامعة كونيتيكت لطب الأطفال، ميشيل فورسييه، عملت في مراكز تنظيم الأسرة، وهي تقدّم وسائل منع الحمل والإجهاض، إضافة إلى هرمونات التحوّل الجنسي. هي فشلت بشكل كبير في الإجابة على أسئلة مات ولاش، بشكل علمي، حيث تعتقد أنّ الحيوانات المنوية لا تجعل الشخص رجلاً، ولا المبايض تجعل الأنثى امرأة، وحين حاصرها هاجمته واتهمته بالعنصرية.

في كاليفورنيا، لم يختلف الأمر كثيراً مع الدكتور وعالم الاجتماع، باتريك جرزانكا، بل بدا أكثر انفعالاً وانسحب من التسجيل، ولم يجب إجابة علمية منطقية، وطالب بأنّ على المحاور أن يتقبّل ما يقوله الشخص عن نفسه حتى لو كانت أعضاؤه التناسلية لها رأي آخر، رافضاً تعبير المحاور من أنه يريد أن يصل إلى الحقيقة، وفسرها بأنها لغة كراهية تجاه المتحوّلين جنسيًا.

ما الفرق بين النوع والجنس؟ النوع لدى هؤلاء هي كلمة أوسع في المعنى من ذكر وأنثى. الدكتورة النفسية مريم جروسمان، صرّحت أنّ مرور البالغين بفترة المراهقة بشكل طبيعي وسوي، يساعدهم على تجاوز تلك المشاكل والمشاعر دون الحاجة للتحوّل الجنسي. أما الدكتورة، ديبرا سو، مؤلفة كتاب نهاية الجندر، صرحت بأنّ الجو العام أصبح خانقاً من الناحية السياسية، إذ من المستحيل أن تقوم ببحث علمي سليم في ظلّ وجود دعم إعلامي للنشطاء والمتحولين جنسيا، وإذا خالفت ستدمر سمعتك الشخصية والمهنية.

التقى "مات" أيضا، برياضيات يُعانين من وجود المتحوّلات جنسياً، في السباقات الخاصة بهم، لأنّ المنافسة أصبحت تفتقد للعدالة، واشتكين كذلك من تواجدهن في غرف الملابس والحمامات، وأفصحن أنه لو أثرت مخاوف من نوع ما، فأنت كاره للمتحوّلين جنسياَ وحقود، وإن حاولت يتم إسكاتك فورًا.

لم يعد الأمر مجرّد اضطراب بيولوجي داخل جسم الإنسان وأعضائه بل تشجيع لكلّ من يريد أن يتحوّل للجنس الآخر، حتى لو كانت أعضاؤه كاملة وتنكر عليه ذلك، ولم يقف الأمر عند من تخطّوا السن القانونية، بل امتد لمن هم دونه تحت دعاوى الحق في الاختيار، حيث يتم تدريس الجندرية والمثلية لمن هم في العاشرة ويزيد. وفي كندا يوجد قانون ينصّ على إمكانية إعطاء أدوية تحوّل جنسي للأطفال دون موافقة الآباء، وفي حالة اعتراض أحد الأبوين يتم سجنه بدعوى العنف، وهذا تحدث به أب رفض أن يذكر اسمه، حيث تمّ سجنه وخرج بكفالة لرفضه إعطاء هرمونات لابنته، وفق ما جاء في الفيلم.

"جهات غير واضحة" تتعمّد ترويج فكرة التحوّل الجنسي ونشرها ومهاجمة كلّ من يعترض

هاجم الدكتور جوردون بيترسون اللعب بالكلمات والمصطلحات، وأنّ هذا خداع وليس علما، وأنّ ليس على المعالج تأكيد ما يعتقده المريض في نفسه.

دعاة التحوّل لا يشرحون للأطفال الآثار الجانبية للهرمونات ومثبطات البلوغ، وأنهم فئران تجارب، ومعارضو الفكرة يتعرّضون للإرهاب، هل ستحادث طبيبك بأمانة، وهو خائف إن قال شيئاً غير لبق سياسياً خلال التشخيص؟

 النشطاء جاهزون للهجوم وإنهاء الحياة العملية لأي شخص يعترض، جاهزون للانقضاض على أي بحث علمي يعارض هذا التوّجه، وكيف لا؟ وكلّ طفل يقنعونه أنّ عليه التحوّل إلى جنس آخر (كما جاء في الفيلم)، يدر عائدا قدره 1.3 مليون دولار من الأرباح لشركات الأدوية، بحسب ما جاء على لسان كيلي نيوجانت، والتي تحولت إلى "سكوت"، وأسست منظمة لمجابهة عمليات التحول الجنسي.

الضيوف أجمعوا على أنّ هناك "جهات غير واضحة" تتعمّد ترويج الفكرة ونشرها ومهاجمة كلّ من يعترض. الفيلم مليء بالتفاصيل المرعبة. وبعد الانتهاء منه قفز إلى ذهني سؤال واحد: هل يجهلون فعلاً تلك الجهات أم لا يستطيعون تسميتها؟

 

5561B2C3-AF42-4F3D-B8F3-FF483E70F8EC
صفية عامر

مهتمة بالشأن العام المصري والعربي والإسلامي. عاشقة للدراما التليفزيونية والسينما والنقد الفني، عاشقة لمرحلة كلاسيكيات السينما والأبيض والأسود. أهوى الشعر.