14 مارس 2023
الهولوجرام... بين التكنولوجيا والإفلاس
أصبح التطور التقني مخيفاً إلى حد كبير، فبين الحين والحين نسمع عن خطط الاستغناء عن العنصر البشري في العمل واستبداله بالروبوت. لكن هل يصلح مثل هذا الشيء في العمل الإبداعي كالتمثيل والغناء؟
بتقنية الـ"هولوجرام" ظهرت سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" في دار أوبرا دبي، يومي الخميس والجمعة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ومن قبل وبنفس التقنية ولكن في المملكة العربية السعودية، في إطار فعاليات مهرجان شتاء طنطورة الثقافي بمدينة العلا.
ومؤخراً حصلت شركة Magic City Films، المتخصصة في المؤثرات البصرية، على حقوق استخدام صورة الممثل الأميركي جيمس دين، الذي رحل عام 1955 برصيد ثلاثة أفلام فقط، حيث تظهر صورة للممثل جيمس دين، ليلعب الدور الثاني في فيلم بعنوان "البحث عن جاك"، هذا إلى جانب الإعلان عن جولة فنية للمطربة ويتني هيوستن من المقرر أن تبدأ في أوروبا في 25 فبراير/ شباط 2020 وأميركا الشمالية.
تم الإعلان في البداية أن الجولة ستبدأ في المكسيك، في يناير/ كانون الثاني 2020، ومع ذلك، لم يتم الإعلان رسمياً عن تواريخ أو أماكن.
بالتأكيد تلك التقنية ستكون جاذبة لمن افتقد الحضور المباشر لحفلات أم كلثوم المباشرة أو ويتني هيوستن، أو ستجذب محبي التغيير والتجديد ومتابعة كل ما هو غريب وغير تقليدي في عالم التقنية.
لكن هل سيستجيب الجسد المزيف لصراخ المعجبين والمنفعلين بالأداء؟ هل سيعلو بمستوى إبداعه لينال تصفيقاً أعلى وآهات أكثر؟
الخطر برأيي، هو أن يفتح الباب على مصراعيه لاستدعاء راحلين آخرين، وينسب لهم أعمال لم يقوموا بها، وربما لو كانوا على قيد الحياة لم يكن ليقبلوا بها، ولو قبلوا لم يكن لينجحوا فيها، وربما قوبل أداؤهم بهجوم واسع.
العظماء في الفن، سواء في التمثيل أو الغناء، لا يتكررون، لكل منهم حالة قائمة بذاتها، متفردة في عظمتها وفي أسباب تحولها لأيقونة، ساروا فيه وتخطوا فيه عقبات كثيرة، وأحيطوا بداعمين أيضا، كانت نهاية البعض طبيعية والبعض الآخر مأساوية، لكن اقتطعوا جزءا من قلوب الجماهير يصعب تعويضه.
غير أن الخطورة الكبرى أن تكون تلك التقنية بديلاً عن اكتشاف مواهب أخرى ورعايتها، وتقديم أيقونات جديدة والدفع بها في عامل الفن، ويتم تجفيف المنبع.
بالنسبة لي الأمر لا يعدو سوى خداع للنفس، يقوم به المشاهد بلا وعي، لكنه لا يصنع فناً ولا يضيف إبداعاً جديداً، ونوع من أنواع الإفلاس حتى لو ارتدى ثوب التطور.
يذكر أن تقنية "الهولوجرام" هي عبارة عن إنشاء مجسم ثلاثي الأبعاد، وللتنفيذ يحتاج إلى جسم، ويحتاج إلى أشعة الليزر لتسقط على ذلك الجسم، وبالتالي تنقسم أشعة الليزر بواسطة مرايا إلى شعاعين متطابقين، الأول يتم توجيهه ليسقط على الجسم المراد تصويره. وبعض الضوء الساقط ينعكس على وسط التسجيل، أما الآخر يوجه إلى وسط التسجيل مباشرة.. وبالنهاية يكون جزءا من الشعاع النافذ من الهولوجرام مطابقًا لموجة الجسم الأصل فنرى الصورة ماثلة أمامنا كأنها الجسم الأصلي.
بتقنية الـ"هولوجرام" ظهرت سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" في دار أوبرا دبي، يومي الخميس والجمعة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ومن قبل وبنفس التقنية ولكن في المملكة العربية السعودية، في إطار فعاليات مهرجان شتاء طنطورة الثقافي بمدينة العلا.
ومؤخراً حصلت شركة Magic City Films، المتخصصة في المؤثرات البصرية، على حقوق استخدام صورة الممثل الأميركي جيمس دين، الذي رحل عام 1955 برصيد ثلاثة أفلام فقط، حيث تظهر صورة للممثل جيمس دين، ليلعب الدور الثاني في فيلم بعنوان "البحث عن جاك"، هذا إلى جانب الإعلان عن جولة فنية للمطربة ويتني هيوستن من المقرر أن تبدأ في أوروبا في 25 فبراير/ شباط 2020 وأميركا الشمالية.
تم الإعلان في البداية أن الجولة ستبدأ في المكسيك، في يناير/ كانون الثاني 2020، ومع ذلك، لم يتم الإعلان رسمياً عن تواريخ أو أماكن.
بالتأكيد تلك التقنية ستكون جاذبة لمن افتقد الحضور المباشر لحفلات أم كلثوم المباشرة أو ويتني هيوستن، أو ستجذب محبي التغيير والتجديد ومتابعة كل ما هو غريب وغير تقليدي في عالم التقنية.
لكن هل سيستجيب الجسد المزيف لصراخ المعجبين والمنفعلين بالأداء؟ هل سيعلو بمستوى إبداعه لينال تصفيقاً أعلى وآهات أكثر؟
الخطر برأيي، هو أن يفتح الباب على مصراعيه لاستدعاء راحلين آخرين، وينسب لهم أعمال لم يقوموا بها، وربما لو كانوا على قيد الحياة لم يكن ليقبلوا بها، ولو قبلوا لم يكن لينجحوا فيها، وربما قوبل أداؤهم بهجوم واسع.
العظماء في الفن، سواء في التمثيل أو الغناء، لا يتكررون، لكل منهم حالة قائمة بذاتها، متفردة في عظمتها وفي أسباب تحولها لأيقونة، ساروا فيه وتخطوا فيه عقبات كثيرة، وأحيطوا بداعمين أيضا، كانت نهاية البعض طبيعية والبعض الآخر مأساوية، لكن اقتطعوا جزءا من قلوب الجماهير يصعب تعويضه.
غير أن الخطورة الكبرى أن تكون تلك التقنية بديلاً عن اكتشاف مواهب أخرى ورعايتها، وتقديم أيقونات جديدة والدفع بها في عامل الفن، ويتم تجفيف المنبع.
بالنسبة لي الأمر لا يعدو سوى خداع للنفس، يقوم به المشاهد بلا وعي، لكنه لا يصنع فناً ولا يضيف إبداعاً جديداً، ونوع من أنواع الإفلاس حتى لو ارتدى ثوب التطور.
يذكر أن تقنية "الهولوجرام" هي عبارة عن إنشاء مجسم ثلاثي الأبعاد، وللتنفيذ يحتاج إلى جسم، ويحتاج إلى أشعة الليزر لتسقط على ذلك الجسم، وبالتالي تنقسم أشعة الليزر بواسطة مرايا إلى شعاعين متطابقين، الأول يتم توجيهه ليسقط على الجسم المراد تصويره. وبعض الضوء الساقط ينعكس على وسط التسجيل، أما الآخر يوجه إلى وسط التسجيل مباشرة.. وبالنهاية يكون جزءا من الشعاع النافذ من الهولوجرام مطابقًا لموجة الجسم الأصل فنرى الصورة ماثلة أمامنا كأنها الجسم الأصلي.