كانت دولة مصطفى كمال أتاتورك – الذي سجل له أنه حافظ على الوجود الديمغرافي والاستقلال السياسي للأتراك في الجغرافيا التي تشكل الجمهورية التركية اليوم – مستبدة شرقية رغم كل التغريب الذي طاول الثقافة واستهدف الدين والحضارة.
لقد طال كثيراً ذلك الخلاف الذي لا يهدأ إلا ليعود ويتصاعد بين البلدين الشقيقين المغاربيين، المغرب والجزائر، رغم ما طرأ من تغيير في الوجوه الحاكمة، والظروف الإقليمية والدولية على مدى يزيد عن أربعة عقود من الزمن.
قد تدفع التحولات الإقليمية والدولية الكثير من الدول والأنظمة للتراجع عن بعض القرارات أو التنازل هنا وهناك، لكن، ومن المؤكد أنها لا تدفعها للتخلّي عن كلّ شيء كما فعلت بعض الدول العربية في هرولتها للتطبيع مع نظام الأسد، كما لو أنها تراهن على لا شيء.