معين الطاهر

تغيّر الهدف الأميركي من تمكين السلطة الفلسطينية في مواجهة "حماس" وإعادتها إلى غزّة إلى تأهيلها وإصلاحها، وبعد أن ينجز ذلك خلال أعوام ثلاثة يمكن البحث عن دور لها

أحسنت المعارضة السورية، بعد تحرير دمشق وسط ترحيب شعبي لافت، في حرصها على الانتقال السلمي للسلطة، وعدم لجوئها إلى الثأر والانتقام.

انصرف حزب الله بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى ترتيب أوضاعه في الداخل اللبناني بوصفه حزباً سياسيّاً، والمحافظة على قوته التمثيلية لطائفته.

استهتار العدو بخصمه العربي الفلسطيني منعه من اكتشاف الأنفاق، ولم يتوقّع قدرة المقاومة على الصمود الأسطوري في غزّة، وفشل في تنبؤه بانهيار المقاومة في لبنان.

الحرب بأشكالها المتعدّدة ستبقى متواصلة، فهي كما هي في تعريفها الذائع الصيت امتداد للسياسة بأدوات أكثر عنفاً، وقد تحصد السياسة مالم تحقّقه الحرب.

شكّل "طوفان الأقصى" بقيادة يحيى السنوار، منعطفاً عميقاً، وتحولاً في القضية الفلسطينية، نفض الغبار الذي غطّاها منذ نهاية الانتفاضة الثانية، وسيحدد مستقبلها.

ثمّة قول شائع مفاده بأنّ الضربة التي لا تقتل تقوّي، والأمل معقود على أنّ حزب الله سيتمكن سريعاً من إعادة تنظيم صفوفه، والتصدّي لهذا الهجوم البرّي.

ثمّة سمات باتت واضحةً للمرحلة الجديدة، فهي أخطر وأقسى، وستستغرق وقتاً أطول ممّا سبق، وتعكس تغيّراً جذرياً في أهداف الحرب التي أعلنتها مختلف الأطراف في بدايتها.

شغلت فلسطين إلياس خوري والعودة إليها، كما لبنان وبيروت، وانحاز إلى الربيع العربي وطرقَ جميع الأبواب التي تؤدّي إلى الحرية وتناهض الاستبداد.

تقترب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضدّ الشعب الفلسطيني من شهرها الثاني عشر، بلا بوادر تدّل على وجود أفقٍ لنهاية قريبة لها.