معرفة الحقيقة وحدها لا تكفي كي تسود وتنتج ما يحصنها ويحميها، ويقوي من أثرها على مجريات حياتنا وتصرفاتنا. تحتاج حماية الحقيقة إلى براءة وقوة في آن واحد.
لم لا يدرس علماء الاجتماع سيولـ(ة) الراوية؟ هل لأنها لا تفضي إلى رقمٍ، وبذلك هي ليست دليلاً إلى مجتمعٍ وحاله، طالما رُهن الأخير إلى حصرٍ. ألا يخفي هذا التساؤل جواباً أو طلباً من الرواية أن تكون مرآةً وعرضَ حالٍ؟
ليس مما يخالف العقل والمنطق، أحياناً، القول إن الماضي لا يمضي. فقط يبدل شكله المادي محافظاً على جوهره النفسي. لم يلغ مستوى التقدم العلمي الكبير ولا التبدل الثقافي المتسارع ولا انتشار التعليم، شيئاً من قوة الخرافة في أذهان كثيرين.
كان المضمون الإذاعي الرسمي فوق أن يجابَه بأيَ نقد أو يتعرض إلى سخرية، وهذا ربما كان السبب الذي جعل أبناء السبعينيات والثمانينيات من القرن الفائت يوجهون آذانهم نحو إذاعة مونتي كارلو وبي بي سي عربي...
كان التلفزيون في طفولتنا ومراهقتنا فرصة للخروج على العائلة الصغيرة، ودخولاً في كنف العائلة الأكبر، التي بدت للوهلة الأولى أليفة وجذابة. خصوصاً لأبناء القرى البعيدة عن المدن، حيث فرض الاختلاط والسهر معقولة.
كان ابني وابنتي قد سبقانا في السفر إلى الكوكب البرتقالي، ولم يعد من خوف عليهما في ذلك المكان الذي يبقى فيه الوقت فجراً طوال الوقت، لا يتبدل ولا يتغير قطّ.