يعود هذا الرمز إلى بداية الثمانينيات. ومن المضحك أنّ من نبّه إليه هو الاحتلال، حين حذّر فنّانين فلسطينيّين من رسم علَم بلادهم وألوانه، ولو كان الرسم لبطّيخة!
إن كان الهدف من الصور والفيديوهات المُنجزة بتقنية الذكاء الاصطناعي عن العدوان الإسرائيلي على غزّة هو تصوير معاناة شعبنا هناك أو نقل صورة تُحرّك المشاعر الإنسانية في هذا العالَم متبلّد الأحاسيس، فلا نعتقد أنّ الرسالة قد تصل.
ليس في لوحة الفنّان السوري الراحل، التي تعرضها "دار بونهامز" للبيع في مزاد علني بلندن، كوفيةٌ ولا إشارة إلى الاحتلال. لكنّها تحمل كلَّ ذلك الصدق في التعبير وكلَّ ذلك الالتزام أو المسؤولية التي شعر بها جيله تجاه القضية الفلسطينية.
لا شكّ في أنّ جزءاً من المَهمّة يقع على عاتق المثقَّف، لكن الجزء الأكبر يقع برأينا على عاتق وسائل الإعلام التي عليها أن تُحسن اختيار كوادرها وأرشيفها المصوَّر وتتجنب في خطابها ما يستفز، مجّاناً، الغرب؛ فالأمر ليس تحدّياً وعناداً.
إن الكم الهائل من الغثاثة التي يتحفنا بها رسامون محترفون نتابعهم هنا وهناك، (وأغلبهم من أبناء منطقتنا، وأقصد فلسطين لبنان سورية) يجعلنا نتساءل، والسؤال موجّه هنا لمن ينشرون لهم قبل أن يكون للرسامين أنفسهم، هل هم مجبورون على نشر رسْم يومياً؟
ذاكرة الطفل الذي كنتُه ما تزال تردّد مع صوت المذياع أغنيتي "كتبنا وما كتبنا" و"طيري يا طيارة" كأول المحفوظات… ذلك المذياع الذي لم أعد أتذكر كيف كان شكله أو حجمه، أو حتى إن كان ملكنا أم ملك إحدى العائلات ممن كنّا نتقاسم معها الدار في حيّ باب توما.
إذا كانت، لسبب أو لآخر، مهمة ملاحقة من يعبث بأعمال الفنانين، وهم على ما يبدو شبكة مصالح "متعاضدة" متينة، مهمة صعبة، فعملية توثيق الأعمال ستساعد على دراسة تاريخ الفن في سورية، ولا سيما في مرحلة البدايات، بشكل أفضل، وربما تحدّ من عملية التزوير هذه.
لا نستطيع وضع القناع الذي كلّفنا مبلغاً زهيداً في خانة القطع الثمينة، لكنه يذكّرنا ببيكاسو حين وضع قناعين لاثنتين من نساء آفينيون (البعض يرى ثلاثة أقنعة)، والتي وقّعها في سنة 1907، معلناً بداية حقبة جديدة من تاريخ الفن الحديث.
في مقاله حول التعبيرية السورية، يغفل الفنان والباحث أسعد عرابي تجارب أساسية ضمن هذا التيار؛ حيث لا يذكر تعبيريين مخضرمين مثل خزيمة علواني وإلياس الزيات، كما يصك تسميات لا تصمد أمام أول فحص نقدي وفق ما يراه بطرس المعرّي.
تكتب دار النشر: "إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبّر بالضرورة عن رأي الدار"، وإذا كانت تُخلي بذلك مسؤوليتها عن "الآراء" الواردة في الكتاب، فلمَ أصبح اسم السلسلة بهذه اللطافة، ولماذا صار "أبو الهدايا" يجلب الهدايا في "عيد الشجرة"؟