قُتل 25 سورياً وأصيب العشرات بجروح في مدينة حلب وريفها، اليوم الجمعة، جراء تواصل القصف الجوي بالبراميل المتفجّرة وسقوط عدد من قذائف الهاون، في وقت انفجرت فيه سيارة مفخّخة بالقرب من الجامع الكبير في مدينة بنّش، مما أدى الى سقوط 11 شخصاً وإصابة العشرات بجروح.
وتزامن ذلك مع إعلان فصائل إسلامية حصر حربها في دير الزور ضد قوات النظام السوري، عقب سلسلة معارك طاحنة بين "داعش" وكتائب إسلامية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأفاد الناشط الإعلامي، ياسين أبو رائد، لـ"العربي الجديد"، أن "عشرة أشخاص سقطوا، إضافة إلى عدد من الجرحى، نتيجة إلقاء طيران النظام سبعة براميل متفجرة على منطقة الملاح، في مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي". وأوضح أن "الطيران يعيق توجه الدفاع المدني إلى المنطقة، إذ سقط جرحى بين الفريق الطبي، بعد تعرض إحدى السيارات للقصف الجوي".
كما قُتل مدنيان وأصيب آخرون، إثر إلقاء براميل متفجرة على حي مساكن هنانو في مدينة حلب، وتعرّض حيّا الأشرفية وبني زيد إلى قصف مماثل، مما أدى إلى أضرار في المنازل.
وفي حي الزهراء، دارت اشتباكات عنيفة في وقت متأخر من ليل أمس، الخميس، بين قوات النظام مدعومة بمقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة، ومقاتلي "جيش المهاجرين" و"الأنصار" و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، في محيط مبنى المخابرات الجوية.
من جهته، ذكر التلفزيون السوري، نقلاً عن مصدر في محافظة حلب، أن "إرهابيين أطلقوا قذائف صاروخية على حي الأشرفية مما أدى إلى سقوط 13 شخصاً وإصابة 17 آخرين بجروح، إضافة إلى تدمير منزلين وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات".
وتتبادل قوات النظام والمعارضة الاتهامات في شأن القذائف التي تسقط على مناطق متفرقة من مدينة حلب، مخلفة قتلى وجرحى.
وفي الريف الشرقي للمدينة، أعلنت غرفة عمليات "سورية الحرة"، في بيان تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، عن بدء "عملية تحرير منبج والباب وجرابلس لتطهير الريف بأكمله من تنظيم (داعش)، ونصرة اخوتنا في دير الزور والتخفيف عنهم".
وفي ريف ادلب، قُتل 11 شخصاً وأصيب العشرات بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة بنّش، بالقرب من الجامع الكبير، وبالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة.
وذكرت شبكة "سورية مباشر"، أن "هناك قتلى لم يتم التعرف إليهم نتيجة التشوّه الكبير في الجثث".
وتزامن الانفجار مع تحليق لطيران النظام في سماء المدينة، وقصف قواته البريّة المدينة بالصواريخ العنقودية وراجمات الصواريخ، المتمركزة في بلدة الفوعة المجاورة.
وذكرت الشبكة أن "الناشطين وجهوا أصابع الاتهام بتفجير السيارة إلى قوات النظام، إذ أن مدينة بنّش محاطة من جهتيها الشمالية والغربية بمدينة إدلب وبلدة الفوعة، الخاضعتين لسيطرة النظام".
وفي ريف اللاذقية، دارت معارك عنيفة بين كتائب إسلامية معارضة وقوات النظام مدعومة بقوات "جيش الدفاع الوطني".
ووفقاً لبيان أصدره فصيل "فيلق الشام"، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، فإن "المقاتلين تصدّوا بالرشاشات الثقيلة والصواريخ، لمحاولة قوات النظام اقتحام قمة تشالما، موقعين قتلى وجرحى، كما دمروا دبابة إثر استهدافها بصاروخ كونكورس".
وفي ريف دمشق، قصف طيران النظام بلدات داريا والمليحة وعين ترما وجوبر بالبراميل المتفجرة، بينما ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام، إلى سبعة، اثنان منهم من مدينة النبك، وآخر من معضمية الشام، واثنان من مدينة الضمير، واثنان من بلدة جيرود، وفقاً لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان".
ومع تسارع التطورات الميدانية، أصدرت كل من "جماعة الأنصار"، وكتائب "الطليعة المقاتلة"، و"جيش القادسية"، ولواء "جند العزيز"، وحركة "أبناء الإسلام"، ولواء "العباس"، بياناً مشتركاً، وقع عليه ممثلون عن كل طرف، أعلنت فيه أنها، "لن تقاتل غير العدو النصيري على جبهات مدينة دير الزور"، مبيّنة أن هذا البيان "يلغي كافة البيانات السابقة".
وكان تنظيم "داعش" قد اشترط أمس، الخميس، على وفد من أهالي مدينة دير الزور، خروج جميع الفصائل التي شاركت في القتال ضدهم، ومغادرتهم المحافظة بسلاحهم الخفيف فقط، إضافة إلى خروج جميع منظمات المجتمع المدني والمجلس المحلي في المدينة، مقابل أن يتكلف عناصر التنظيم بمد باقي الفصائل التي وقفت على الحياد، بالسلاح في قتالها ضد قوات النظام.