150 شخصاً لإخفاء هوية سوتلوف الإسرائيلية

04 سبتمبر 2014
الحاخام ليبسكير أمام جامعة اورلاندو الاميركية لأحياء ذكرى سوتلوف(Getty)
+ الخط -

كشف تقرير لموقع "يديعوت أحرونوت" ظهر الخميس، أن "إسرائيل عملت على إخفاء هوية الصحافي ستيفن يوآل سوتلوف، الإسرائيلية والدينية، إذ جندت أكثر من مائة وخمسين شخصاً يتحدثون أكثر من 20 لغة، بدأ مع انتشار خبر سقوطه بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)".

الكشف يطرح تساؤلاً حول مدى هيمنة إسرائيل واستخباراتها على محركات البحث مثل "غوغل" لإخفاء أثر أي شخص.

بحسب التقرير المذكور فإن المجموعة الكبيرة عملت بدأب وبشكل مكثف لمحو أي ذكر لأصول سوتلوف الإسرائيلية واليهودية على شبكة الانترنت، أملاً في أن ذلك قد ينقذ حياته. وتمكن أفراد المجموعة من إخفاء جذوره اليهودية، لكن تبين أن كونه أميركياً كان سبباً كافياً لداعش لإعدامه.

وقال موقع يديعوت إن الشبكة التي عملت لإخفاء الجذور الإسرائيلية واليهودية لسوتلوف، توزعت على أنحاء العالم كافة وشملت تطوع العشرات من أصدقاء سوتلوف ومعارفه، الذين سعوا إلى محاولة إنقاذه مباشرة بعد اختطافه قبل عام.

وتم في هذا السياق محو تقارير كان قد نشرها في "جيروزاليم ريبورت" الإسرائيلية والمجلات الأخرى. كما "اختفت" من على بوابات وشبكات التواصل الاجتماعي جميع التغريدات والبوستات التي نشرها سوتلوف، وتم "تنظيفها " من إية إشارة إسرائيلية. وقام المتطوعون أيضا بمحو جمل، في تقارير مختلفة له من شأنها، أن تدل على هويته أو انتمائه الديني، خوفاً من أن يعرف أفراد تنظيم داعش خلفيته وجنسيته الإسرائيلية. ومكنت حداثة سنه، نسبيا، وعمره المهني، عمليا، من إخفاء جنسيته الإسرائيلية.

ويورد موقع يديعوت شهادة من أحد الذين نشطوا في الحملة المذكورة، يقول للموقع: "كنا نعمل بورديتين، بحثاً عن معارف وأصدقاء له في مختلف أنحاء العالم، وثنيهم عن الحديث إلى وسائل الإعلام أو الصحافيين. وكان علينا أن نقنع صحافيين كتبوا عن اختطافه بالتعاون معنا في هذا المضمار".

وقال عضو آخر في الطاقم: "لقد تعاونت الصحافة معنا، وتبين لنا أن الصحافيين كانوا قلقين على حياته. وعندما عثرنا على مقطع في صحيفة "نيويورك تايمز" يشير إلى أصوله اليهودية وجنسيته الإسرائيلية، "طلبنا من المراسلين والمحررين حذفها، كما حذفنا مقاطع كثيرة عنه نشرت في صحف فلوريدا وكانت وسائل الإعلام شريكة في فرض حاجز الصمت".

وكشف موقع "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولين في الإدارة الأميركية سارعوا مع اختطاف سوتلوف إلى الطلب من أهله بالمحافظة على السرية وعدم الحديث للإعلام عن اختفائه أصلاً، ومحو كل ما يدل على يهوديته، خوفا من تكرار مصير الصحافي الأميركي اليهودي الديانة دانيل بيرل الذي قتل في باكستان بعد اختطافه في 2002.

وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سمحت فقط بالأمس بنشر حقيقة كون سوتلوف يهودي الديانة وإسرائيلي الجنسية، هاجر إلى إسرائيل عام 2005 ، والتحق بالمركز المتعدد المجالات في هرتسليا حيث درس العلاقات الدولية بين عامي 2005-2008 . ثم عاد للولايات المتحدة لكنه ما لبث أن قدم إلى إسرائيل عام 2013، ثم غادر إلى سوريا لتغطية أحداث الثورة السورية كمراسل مستقل، إلا أنه اعتقل على ما يبدو في 4 أغسطس من العام الماضي.

ومع سماح الرقابة بالنشر عن هوية سوتلوف الإسرائيلية، أفردت الصحف الإسرائيلية ومواقع الانترنت حيزاً كبيراً للحديث عن نشاطه الصحافي وإبراز هجرته إلى إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية.

وفي هذا السياق كشفت القناة العاشرة أمس أنه جرت محاولات من قبل الجالية اليهودية الأميركية لجمع نحو مائة مليون دولار فدية تدفع لداعش لتحريره، لكن وبينما كان الموفد في طريقه لإبرام الصفقة مع طرف مرتبط بداعش، تم نشر الشريط المصور لعملية إعدام سوتلوف.

تعتبر ظاهرة الهوية المزدوجة لدى عدد كبير من الصحافيين الإسرائيليين، والصحافيين الغربيين من أصول يهودية، ظاهرة معروفة للغاية، وهناك أسماء كثيرة بارزة لصحافيين غربيين تبين لاحقا أن لهم أصولاً إسرائيلية أو جنسية إسرائيلية، ومن أشهر هؤلاء عالمياً، الصحافي البريطاني بوب سايمون الذي تبين بعد الإفراج عنه خلال حرب الخليج أنه متزوج من إسرائيلية.

في المقابل هناك صحافيون إسرائيليون من أصول أوروبية يحملون جنسيات مزدوجة يستخدمونها للوصول إلى دول عربية، لم يخف بعضهم هويتهم الإسرائيلية خلال عملهم، ومن أبرزهم في هذا السياق، مثلا، الصحافي الإسرائيلي أمنون كابليوك، والصحافي والمحلل العسكري في يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي الذي تسنى له زيارة سوريا بجواز أجنبي، والسفير الإسرائيلي السابق لدى موريتانيا، بوعز بيسموط، عدا عن آخرين يملكون جوازات سفر أجنبية، إلا أن هويتهم باتت معروفة.

"العربي الجديد" تورد المعلومات المنشورة اليوم، لتبيان مدى نفوذ إسرائيل والصهوينة على إخفاء هوية شخص ما من مواقع التواصل الاجتماعي او الشبكة العنكبوتية عموماً، لكن ذلك لا يبرر ما تفعله "داعش" من ذبح وقتل وتجاوزات بحق أي شخص في العالم.

المساهمون