11 عاماً على رحيلها.. سوزان تميم المغنية

30 يوليو 2019
تُجيد أداء أغانٍ لـ وردة وشادية (فرانس برس)
+ الخط -
مرّ قبل يومين 11 عامًا على رحيل الفنانة اللبنانية سوزان تميم (1977 - 2008)، التي قُتلت في منزلها في دبي، بقرار من رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، وتنفيذ موظف الأمن السابق محسن السُكري.
حتى اليوم، لا تزال هذه القضية مثار جدل واسع. جدل يُطرح بين القاهرة وبيروت ومدينة دبي التي غسلت يدها من الموضوع وأوكلت للقضاء المصري البت في التحقيقات والأحكام، بعدما سلمت كافة الوثائق وأشرطة الفيديو له.
ربما لا تنفصل حياة سوزان تميم الفنية عن حياتها الشخصية. خريجة برنامج استوديو الفن 92، عاشت ازدواجية واضحة، بحثًا عن الشهرة، لذلك حاولت مراراً الارتباط بشخصيات نافذة، لاعتقادها بأن بمقدور هؤلاء مساعدتها، فنيًا، لكن الحياة لم تسعفها لمتابعة طريقها الفني.
ما يميز صوت سوزان تميم، حسب المتخصصين، هو تمتعها بموهبة فنية عالية، يؤكد ذلك الملحن اللبناني سليم سلامة الذي تعاون معها في ثلاث أغنيات لاقت رواجاً كبيراً، هي "ساكن قلبي" و"أنا اللي عاشقة" و"وينه". يقول سليم سلامة: "تنتمي سوزان إلى عائلة بيروتية، وهذا يدلنا على تأثرها باللون الكلاسيكي "الطربي" للغناء، على الرغم من أن مساحات صوتها وإمكاناته تُسعفها في الألوان الغنائية الثانية، لكن نشأتها على "الكلاسيكي" والطرب الشعبي هو ما صقل صوتها، ومنحها هذه الخامة المميزة التي تؤدي الطرب بسهولة". كانت سوزان، يتابع سلامة، مولعة بأغاني السيدة أم كلثوم ووردة الجزائرية وشادية، وهذا "الأساس" بالنسبة لإتقان الغناء: "قلت لها ذلك في أحد البرامج التلفزيونية، وسعدت كثيراً بالكلام، وقالت لي اكتشفت السرّ وتفضيلي للغناء الكلاسيكي، والشعبي".
يذكر سليم سلامة البساطة التي كانت تغلب أوقات تسجيل الأغنيات الثلاث التي لحّنها لها. يقول: "بعض الفنانين يعيدون الغناء أو التسجيل لمرات، لكن سوزان تميم أثناء تسجيل أغنية "ساكن قلبي" مثلاً انتهت خلال مدة وجيزة، رغم أن الأغنية إيقاعية وتحتاج إلى بعض التركيز في "القفلات"، إلا أنها اجتازت ذلك بكثير من السلاسة والتلقائية، وأذكر أيضاً أغنية "أنا اللي عاشقة" التي انتهت من تسجيلها بوقت قياسي، كانت تحفظ الكلام بسرعة وتردده داخل الاستوديو بسهولة قبل أن تضع صوتها على النسخة النهائية.

ويقول أمير العلي، ماجستير في العلوم الموسيقية وأستاذ في المعهد العالي للموسيقى- دمشق: "ينتمي صوت سوزان تميم إلى اللون الطربي، على الرغم من أنها غنت بعض الأغاني الشعبية، لكن في بعض التسجيلات التي سمعناها لتميم أثناء مشاركتها في استوديو الفن، وغنائها للسيدة وردة أو لشادية، استطاعت بحنكة اجتياز الامتحان بنجاح، بعيداً عن كونها المرات الأولى، ربما لوقوفها أمام الناس وفي الاستوديو، وتحت الأضواء، لكن "الأساس" جيد جداً، وفيما لم تبرز مسيرتها الفنية القصيرة البعد الكامل لتفاصيل صوتها، جاءت ألبوماتها جيدة، وبدا واضحاً أن سوزان تميم رفضت أن تغير أو أن يغير أحد في قواعد غنائها، فكان الأداء الصائب والدقيق في بعض الأغاني القصيرة التي تبتعد عن الطرب الخالص أو المقامات والطبقات التي تختلف عن ما هو سائد أو معاصر".

دلالات
المساهمون