10 نصائح لقراءة كتاب صعب

1- عندما نتحدث عن المراجع والترجمات، لا يوجد ما يمكن أن ندعوه "قراءة سريعة" إنّ ذلك يعدّ "وهماً" ابتكروه كي يخرجوا بعض النقود من حافظتك. كلما كان الموضوع معقداً وصعباً، كان عليك أن تقرأ بتأنٍّ، بل ربما تحتاج للتراجع قليلاً لتحقيق فهم أفضل. القراءة مهارة تنمو مع الوقت بالممارسة وتتحسن سرعتك فيها – ليس بقدرات برمجية عصبية تصويرية كما يزعم بعضهم – لكن بطريقتين فقط: أن تقرأ في الموضوع ذاته مرات متتالية، عندها ستتعود مصطلحاته أو أن تقرأ لنفس الكاتب أكثر من مرة.

2- حينما تجد الأمور أكثر تعقيداً حاول أن تقرأ بصوت عال، يحسن ذلك عملية الفهم، فهو يسمح لإحدى حواسك أن تنضم لقائمة تركيزك. كذلك يمكنك أن تدوّن ملاحظاتك في هامش الصفحات أو في مكان منفصل، تلك إضافة مهمة لمجموع حواسك المتفاعلة مع الكتاب، يفيد كذلك فيما بعد حينما تود البحث عن نقطة معينة.

3- تستخدم بعض الكتب مصطلحات ومفاهيم معقدة، اعتبرها نقطة توقف ثم انطلاق نحو الفضاء الإلكتروني، وتعرف إلى ما تعنيه تلك الموضوعات، غوغل ويوتيوب دائماً هما أفضل صديقين. دعنا نهتم بالتالي: هدف القراءة هو أن تفهم، لا أن تحصي الكتب التي أنهيتها، لا يهم أن تنتهي من كتاب كل أسبوع و50 صفحة في الساعة، في الحقيقة إن حكاية "المعدل الثابت" وهم آخر. قد تأخذك بعض الكتب في رحلة طويلة لموضوعات لم تكن لتفكر فيها، قد يفتح مصطلح بسيط الباب أمامك لموضوعات متنوعة. كلما تطلب الأمر، اخرج من الكتاب وأتمّ بحثك ثم عد مرة أخرى له واستكمل طريقك.

4- قد تختار كتاباً أعلى من مستواك، يحدث كثيراً أن تشتري كتاباً شديد التخصص، إذا كنت مهتماً بالفعل بذلك الموضوع، فلا حاجة الآن للاستمرار في الصراع مع الكتاب، خاصة إذا ظهرت المشكلات مع كل سطر، دعه جانباً، لتبدأ بالبحث عن الموضوع الأعم لموضوع كتابك، إذا كنت مثلا تقرأ عن الكون الهولوغرامي، عُد للوراء قليلاً واقرأ في الثقوب السوداء، استخدم غوغل للوصول إلى مقالات عن موضوع الكتاب، واستخدم يوتيوب للحصول على محاضرات مناسبة، بعد فترة ليست بطويلة، ستعود للكتاب إياه أكثر قدرة على فهمه وهضم محتواه.

يقوم بعض الهواة – غالباً يكون المحتوى بالإنكليزية - بعمل ما يشبه "مدخل" لقراءة بعض الكتب المهمة على يوتيوب أو على مدونة ما، حينما تحاول البدء مع كتاب شهير كـ "نقد العقل المحض" مثلاً سوف تساعدك تلك المقدمات كثيراً.

5- ناقش موضوع الكتاب مع شخص مهتم بتلك النقطة، سوف تجد حتماً شخصاً مهتماً بذلك الكتاب تحديداً أو تلك الموضوعات التي يناقشها، سوف يفيد ذلك كثيراً، ليس في تقديم إجابات سريعة لتساؤلاتك فحسب، ولكن النقاش هو أفضل أداة ممكنة لتطوير الأفكار، على مجتمع التواصل الاجتماعي سوف تجد عدداً من التجمعات المعنية بالموضوعات التي تهتم بها، انضم لتلك التجمعات وحاول الاندماج في نقاشات صحيّة.

6- ليكن لك رأي دائماً في ما تقرأ، لا يهم مقدار ثقافتك، ما دامت قد قررت أن تتعلم، المهم هو عرض ما تقرأ على أفكارك الخاصة وقناعاتك ورصد مدى اتفاقك أو اختلافك معها، ضع نفسك مكان الكاتب وضع الكاتب مكانك، وحاول استخلاص أفكار جديدة من خلال عملية تبديل الأدوار تلك.

7- راجع مصادر الكاتب قدر الإمكان واستخدمها في محاولاتك لفهم ما يعنيه، بعض الكتب يضع مراجع للاستزادة، يمكنك أن تستخدم تلك المراجع كنقطة انطلاق لكتاب قادم وموضوع آخر، كذلك يمكن لتلك المصادر مساعدتك في فهم بعض النقاط غير الواضحة في كلام الكاتب.

9- لا يهم أن تحفظ بقدر ما يهم أن تفهم، بالأحرى تستخلص فكرة الكاتب التي يود تقديمها وأدواته التي استخدمها في ذلك، مع تكرار القراءة في نفس الموضوعات، ستتعرف على المفاهيم المتداولة تلقائياً، وستكون ألفاظ كـ"مادية جدلية" أو "فضاء منكوفسكي" أموراً اعتيادية.

10- لا شك في أن التعرف إلى الكاتب وتأمل الفهرس ومقدمة الكتاب ضروري للفهم، وبرغم ذلك يود بعضهم أن يخوض في الكتاب فوراً، إن كنت تتعامل مع الكتب بتلك الطريقة فننصحك بالتروي قليلاً، لا أحد يجري وراءك، كل ما نوده هو أن نخرج بفكرة واحدة صحيحة من الكتاب، لا أكثر. اهدأ .. لا يهم أن تفهم كل الكتاب، بالتأكيد قد يتطرق الكاتب لمناطق قد تبدو للوهلة الأولى أكثر غموضاً وتستعصي على الهضم حتى مع بحث خارجي، تعلم ألا تتوقف هنا واستكمل رحلتك، 1 أفضل من 0، و10% أفضل من لا شيء.