‏"الأقصى في خطر": تحذيرات من تفريغ سورية والعراق

11 سبتمبر 2015
المهرجان نظمته الحركة الإسلامية (العربي الجديد)
+ الخط -

شارك آلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، مساء اليوم الجمعة، في الدورة العشرين لمهرجان "الأقصى في خطر"، الذي استضافته ‏مدينة أم الفحم، وهو مهرجان سنوي تنظمه الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) بقيادة الشيخ رائد صلاح. ‏

وحضر المهرجان وفود من القدس المحتلة والضفة الغربية، شملت عددا من ذوي الشهداء من عائلتي الدوابشة وأبو خضير ‏وغيرهما.‏

وتم خلال المهرجان الإعلان عن إطلاق مشروع "حافلة الأقصى مسؤوليتي"، وهو عبارة عن حافلات تجوب البلدات العربية، ‏لحث الناس على التوجه للمسجد الأقصى والتواصل معه.‏

وانتقد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي)، في كلمته أمام المشاركين قرار موشي يعالون، مؤكدا أنه لو ‏تم سجن جميع المرابطين في المسجد الاقصى، فإن "أولادهم وأحفادهم سيواصلون الرباط فيه، حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي ‏قريبا. لقد مضى على المسجد الأقصى ألف يعلون فزالوا وبقي الأقصى، ومكان قراراته الطبيعي تحت أقدامنا"، مضيفا أن الأمة ‏لن تسمح كذلك للاحتلال بفرض تقسيم زماني ومكاني على الأقصى.‏

وأشار صلاح إلى العمليات الإرهابية التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون، كإحراق عائلة دوابشة في قرية دوما بالضفة الغربية ‏واعتداء المؤسسة الإسرائيلية والمستوطنين على المساجد والكنائس، داعيا لإقامة لجان حراسة شعبية في القدس والأقصى.‏

وحذّر صلاح من مخطط تفريغ سورية والعراق، على غرار مخططات سابقة، معللا "إن المجازر التي لا يزال يرتكبها السيسي ‏وبشار وحفتر وصالح وأذرع إيران وداعش والاحتلال الغربي والاحتلال الإسرائيلي، باتت تتسبب بهجرة الملايين منا من ‏أوطانهم، لذلك نحذر من تفريغ سورية والعراق من أهلهما كما تم تفريغ فلسطين قبل عقود من الزمان".‏

وأضاف: "نحذّر من مواصلة بشار الأسد وشبيحته تفريغ مخيم اليرموك وسائر مخيمات سورية من اللاجئين الفلسطينيين، كما ‏قامت أذرع إيران في السنوات الماضية بتفريغ العراق من الفلسطينيين، وهذه مؤامرة كبرى على القضية الفلسطينية، ستؤدي ‏مباشرة لدفن حق العودة والقضاء على قضية كل فلسطيني".‏

اقرأ أيضا: نتنياهو يدعو بريطانيا إلى مواجهة التشدد الشيعي والسني

من جانبه، تحدث عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، عن قرار وزير الأمن الاسرائيلي ‏موشي يعالون، بحظر الرباط في المسجد الأقصى، مؤكدا أن "الرباط هو عبادة من العبادات، وورد في القرآن الكريم والسنة ‏النبوية المطهرة. كل مسلم في هذه الديار الفلسطينية مرابط ولا يتصل بفئة معينة أو عدد محدود والاحتلال البغيض يريد تقزيم ‏موضوع الرباط".‏

وأردف قائلا: "الوزير الاسرائيلي اعتبر أن المرابطين والمرابطات خارجين عن القانون، لأنه يريد تفريغ المسجد الأقصى منهم، ‏وهذا أمر مرفوض والقرار الذي أصدره، هو قرار باطل ولا نعترف به ولا نلتزم به، وليس من حقه إصداره". ‏

ودعا صبري إلى "شد الرحال إلى الأقصى، خاصة في هذه الأيام فخلال الأسبوع القادم هناك عدة مناسبات دينية يهودية، وتستعد ‏الجماعات المتطرفة لاقتحام الأقصى، ونأمل أن يكون هناك نفير عام من يوم الأحد فصاعدا تصديا لهم".‏

مازن غنايم، رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة قال: "الدفاع عن الأقصى ‏دفاع عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فربما يمكن تزييف التاريخ ولكن لا يمكن تغييره. سنبذل الغالي والرخيص من أجل الحفاظ ‏على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

من جانبه طرح الأكونوموس صالح خوري، كاهن مدينة سخنين للروم الأرثوذكس عدة تساؤلات: "أين شرقنا موطن الأنبياء، في ‏ظل الأحداث والمآسي التي تحوله إلى مكان مظلم؟ الاهواء البشرية تعمي بصيرة الانسان. أين نسير في مجتمعاتنا العربية في ‏المنطقة يا ترى؟ ألا يكيفنا شرذمة وتمزيق؟ كفى تمزقا وشرذمة وتفكك وكفى دماء. نرى ما يحدث عبر وسائل الاعلام ونذرف ‏الدموع، فهل ما يحدث يفيد قضيتنا الفلسطينية؟ هل هذا يحافظ على الأقصى المبارك وكنيسة القيامة المقدسة أو كنيسة الطابغة ‏التي تعرضت لإحراق من قبل مطرفين؟ هل يعيد لعائلة دوابشة أفرادها الذين استشهدوا حرقا، أو يعيد الطفل السوري الغريق ‏الذي هزت صورته العالم؟!".‏

نصر الدوابشة، شقيق الشهيد سعد الذي أحرق مستوطنون منزله في دوما ولحقه طفله الرضيع علي وزوجته ريهام، قال: ‏‏"تواجدنا هنا يدل على التفاف شعبنا الفلسطيني في كل مكان حولنا. أحييكم أصالة عن نفسي وعن عائلتي التي ضحت بثلاثة ‏شهداء احرقتهم عصابات المستوطنين التي تدعمها المؤسسة الإسرائيلية. لا نفصل بين اعتداءات المستوطنين علينا وبين ‏اعتداءاتهم على المسجد الأقصى فاليد العابثة واحدة. نقول للاحتلال ومخابراته ومستوطنيه وأجهزته، إن إرهابكم المنظم ضد ‏شعبنا وقرانا ومخيماتنا ومقدساتنا، لن يردعنا عن التمسك بأرضنا، وإن كنتم تظنون هذا فخبتم وخاب مسعاكم".‏

اقرأ أيضا عباس: سنرفع علم فلسطين في القدس قريباً

المساهمون