ولايات "الحظ المتساوي": مفتاح كلينتون وترامب إلى البيت الأبيض

04 نوفمبر 2016
+ الخط -
يقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى خواتمه. أربعة أيام ويفتح باب انتخاب المندوبين، إذ أن الرئيس الأميركي لا ينتخب مباشرة من المقترعين، بل يختار الأميركيون في الولايات الخمسين وفي العاصمة واشنطن 538 مندوباً يشكلون هيئة لانتخاب الرئيس ونائبه.

ويحتاج المرشح للفوز بمنصب الرئاسة إلى تأييد 270 مندوباً.

ومنذ الاستقلال الأميركي عام 1776، احتكر الحزبان الديمقراطي والجمهوري السلطة في الولايات المتحدة. وخلال المسار الانتخابي في السنوات والعقود الماضية تقاسم الحزبان السيطرة على العدد الأكبر من الولايات، حتى بات بعضها معاقلاً للحزب الديمقراطي وأخرى للجمهوري. فيما يتفق المراقبون على بقاء عدد من الولايات خارج الاحتكار الحزبي.

يعرض الانفوغراف الولايات التي اصطلح على تسميتها ولايات جمهورية وأخرى ديمقراطية، بالإضافة إلى الولايات المتارجحة. كما يتضمن الجدول اسم المرشح الرئاسي الذي انتخبته الولايات في انتخابات 2008 و2012.

وبات التنافس في السباق الانتخابي بين المرشّحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، ومنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، محموما، في ظل حالة الغموض التي تكتنف نوايا الناخبين في عدد من الولايات الهامة، التي توصف بـ"الولايات ذات الحظ المتساوي"، والتي يتوقع أن تحسم النتيجة لصالح أحد المرشحين. 

فبعد تقدم كلينتون بفارق كبير في الاستطلاعات على مدار الأشهر الماضية، باتت اليوم تتفوّق على ترامب بفارق 3 نقاط فقط، بعد شهر شهد اضطرابات كثيرة.   

وبحسب الاستطلاع الأخير الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالاشتراك مع قناة "سي بي سي" الإخبارية، أمس الخميس، فإن معظم الناخبين اتّخذوا، بالفعل، قرارهم، ولم يثنِهم عنه كلّ ما تمّ كشفه في الآونة الأخيرة، لا سيما ما يتعلّق بتحقيقات "إف بي آي" مع كلينتون بخصوص رسائلها الإلكترونية. 

وسينتخب الأميركيون من يمكن وصفهم بـ"الناخبين الكبار"، الذين يشكلون المجمع الانتخابي، والمشكّل من 538 ممثلا للشعب، يقومون رسميا باختيار الرئيس ونائب الرئيس للولايات المتحدة، في نموذج للانتخابات غير المباشرة.





وفي نظام المجمع الانتخابي، بدلا من التصويت مباشرة لصالح الرئيس ونائب الرئيس من قِبل مواطني الولايات المتحدة، يتم التصويت لصالح ناخبي المجمع الانتخابي، والذي يقوم بدوره بانتخاب الرئيس ونائبه، كما ينص الدستور الأميركي.

يحدد هذا الدستور لكل ولاية من الولايات الخمسين، إضافة إلى واشنطن العاصمة، عددا من الناخبين مساويا لعدد أعضاء ممثليها في مجلس الشيوخ والنواب في الكونغرس في الولايات المتحدة، ولكل واحد منهم أحقية صوت واحد للرئيس وآخر لنائبه.

ولفوز مرشح لمنصب الرئيس ونائب الرئيس يجب أن يحصل على أغلبية (على الأقل 270) من الأصوات الانتخابية للمجمع الانتخابي.

ومن يفز بأغلب الأصوات الشعبية في الولاية يكسب جميع أصواتها في المجمع الانتخابي، باستثناء ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تقسم فيهما الأصوات بحسب نسب التصويت الشعبي. وعلى سبيل المثال، فإن ولاية نيويورك لها 29 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وفي حال حصول أي مرشح على الأغلبية البسيطة من أصوات الولاية يحصل مباشرة على أصوات الولاية الـ29 كاملة.

وقد يحدث أن يفوز مرشح بالرئاسة، كما حدث لجورج دبليو بوش، عام 2000، لأنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي، على الرغم من أنه خسر التصويت الشعبي لصالح المرشح الديمقراطي آل غور، وكما حدث في انتخابات أعوام 1876 و1888.

وحتى الآن، وفي انتخابات الثامن من الشهر الحالي، تتقدم كلينتون على منافسها في تأمين أكبر عدد من أصوات المجمع الانتخابي، بـ226 مقابل 164 لترامب، لكنها، مع ذلك، لم تضمن إلى الآن الأغلبية من الأصوات التي ستفتح لها أبواب البيت الأبيض، أي 270.

وبحسب التقديرات شبه المؤكدة، فإن كلينتون تتقدم في ولاية كاليفورنيا، التي تحظى بـ55 ممثلا، ونيويورك بـ29، وإيلينوي بـ20، ونيوجيرسي بـ14، وهي ولايات معروفة بميلها للمرشحين الديمقراطيين عادة.







كما ضمنت كلينتون بشكل شبه محسوم أصوات ولاية واشنطن البالغة 12 ممثلا (غالبا تصوت للديمقراطيين)، وماساتشوسِتْسْ بـ11 (تصوت بالعادة للديمقراطيين)، وميريلاند بـ10، وكونيتيكت بـ7 ممثلين عنها، وهاواي بـ4، وفيرمونت بـ3، وديلاوير بـ3، وكولومبيا بـ3.

وبالإضافة إلى هذه الولايات شبه المحسومة لكلينتون، فإن هناك ولايات أخرى غير محسومة، لكنها تميل إلى منح أصواتها للمرشحة الديمقراطية، في مقدمتها ميتشيغن بـ16 مندوبا عنها، وهي الولاية التي كانت تصوت في السابق، ولأكثر من مرة، للديمقراطيين، فضلا عن مينيسوتا وويسكونسن بـ10 لكل منهما (تصوتان غالبا للديمقراطيين)، وأوريغون بـ7، ونيو ميكسيكو بـ5، وجزيرة رود بـ4، وولاية مين بمندوبين.

على الطرف الآخر، فقد صار شبه محسوم أن ينتزع ترامب أصوات ولاية تكساس ممثلة بـ38 مندوبا عنها (انحازت للجمهوريين بين 1992 و2008)، وتينيسي بـ11، وإنديانا بـ11، وميسوري بـ10، وألابا بـ09، ولويزيانا بـ8، وكنتاكي بـ8، وأوكلاهوما بـ7، وولايات اركنساس ويوتا وكانساس وميسيسيبي بـ6 ممثلين عن كل واحدة منها.

كما ضمن المرشح الجمهوري، على نحو شبه موثوق، أصوات ممثلي فرجينيا الغربية الخمسة، وأصوات ممثلي أيداهو الأربعة، فضلا عن وايومنغ​ بـ3، وولايتي شمال داكوتا وجنوب داكوتا بـ3 لكل واحدة منها، ونبراسكا بممثلين إثنين.

أما الولايات التي تميل إلى التصويت لترامب من دون أن يكون ذلك محسوما لصالحه، فهي ولاية شمال كارولاينا بـ9 أصوات، وولايتي آلاسكا ومونتانا بـ3 لكل منهما.

وأما الولايات التي لم تتضح الأمور فيها حتى الآن، ويتوقع أن تكون حاسمة في اختيار رئيس الولايات المتحدة الذي سيخلف باراك أوباما، وستتجه إليها الأنظار أكثر من غيرها بوصفها ولايات "الحظ المتساوي"، فهي ولاية فلوريدا التي تمثل بالمجمع الانتخابي بـ29 مندوبا، والتي غيّرت توجهات التصويتية بين الحزبين الكبيرين بين 1992 و2008.

ويضاف إليها بنسلفانيا بـ20، وأوهايو بـ18، وجورجيا بـ16، وكارولاينا الشمالية بـ15، وفرجينيا بـ13، وأريزونا بـ11، وكولورادو بـ9، وهي تغيّر توجهاتها وميولاتها تجاه الحزبين كما فلوريدا، فضلا عن ولايتي نيفادا وأيوا بـ6 لكل منهما، وأخيرا ولاية نيو هامبشاير بـ4 مندوبين. 

وحصل أوباما، في انتخابات 2012، على 332 صوتا من أصوات ممثلي الشعب في المجمع الانتخابي، فيما حصل منافسه ميت رومني على 203 أصوات.