وقفة مع خالد عبد الغني

08 مارس 2018
(خالد عبد الغني)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. هنا وقفة مع الباحث المصري خالد عبد الغني.

■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

يشغلني كل ما له صلة بمحاولة تطوير علم النفس في مجالاته المختلفة سواء الإكلينيكي أو التحليلي أو الأدبي والفني وغير ذلك، وهو المشغل الذي كرّست له نفسي، وتحتل قضية تقديم دراسات حول الإرهاب والعنف والتطرّف والتكفير والإلحاد لدى الشباب مكاناً كبيراً في اهتماماتي الأخيرة، إلى جانب تطوير منهج الدراسة النفسية الإكلينيكية للأدب، ذلك المنحى الذي قدّمته عبر ثلاثة كتب وعشرات المقالات، ودراسة الهوية الثقافية والانتماء لدى المصريين، فلا يزال علم النفس الأكاديمي يحلّق بعيداً عن هذه المشكلات الخطيرة.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر أعمالي كتاب بعنوان "الذات والموضوع" اشتغلت فيه على تماهي الذات المبدعة مع قضايا مجتمعها من زاوية علم النفس في أعمال يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وشادي عبد السلام في السينما، ونجيب محفوظ في الرواية، بالإضافة إلى كتّاب من بلدان عربية مختلفة مثل ثريا لهي من المغرب، وعلي لفته سعيد من العراق، وعزة رشاد ومنار فتح الباب وسمير درويش ومحمود الأزهري ومحمد دياب ومحمد الدش وعلياء هيكل ورشا الفوال من مصر. وكتابي القادم سيكون حول الشخصية المحورية في الرواية، وفيه تحليل نفسي إكلينيكي لأبطال تلك الروايات، من هذه الشخصيات؛ خديجة وسوسن في روايات لرضوى عاشور وفاطمة تعلبة لخيري شلبي وغيرها.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
يسكنني دوماً الشعور بالنقصان ولا سبل لمواجهته إلا بالعطاء، ولست راضياً عما قدّمت على الرغم من أنه تجاوز خمسة وعشرين كتاباً، وربما يكون عدم الرضا نابعاً من رغبة في تقديم المزيد.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
آه من تلك الأمنية والعودة للبواكير، وأزعم أني كنت سأتجه لدراسة الجماعات الإسلامية المتشددة، وقد كنت أنوي ذلك بالفعل، ولكن حالت دون ذلك عقبات إدارية في الجامعات المصرية يومذاك، فقد كانت ظاهرة التشدّد في منتصف التسعينيات على أشدّها في المجتمع المصري ومهددة في آن لكيان الأسرة ومؤسسات الدولة، وهو عين الخطر الذي عاد للظهور وامتد تهديده لمختلف البلدان العربية وحتى الأوروبية.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أود لقاء عمر بن الخطاب لأمرين هما سياسته في الحكم التي أتعبت كل من حكم بعده، وأيضاً لتمثله وتطبيقه العملي لمعتقداته في حياته اليومية.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
قليلون هم أصدقائي. أحسب أن الشاعر السوري عيسى الشيخ حسن هو أكثر من يخطر على بالي، بيننا الكثير من الذكريات.


■ ماذا تقرأ الآن؟
كتبتُ عن الحداثة وما بعد الحداثة في منتصف العام الماضي وأستكمل حالياً مراجعة المؤلفات المهمة في هذا الموضوع خصوصاً أعمال المفكر الألماني يورغن هابرماس والفيلسوفين الفرنسيين جان فرانسوا ليوتار وبول ريكور وتطبيقاتها في ميادين الأدب والفن والسياسة.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أسمع دوماً أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفيروز وفايزة أحمد، ولكل واحد منهم مدرسة فنية قائمة بذاتها وموهبة شديدة الخصوصية والتميّز. وكلهم جميعاً عبّروا عن قضايا الذات والحب والوطن والمجتمع.


بطاقة: من مواليد عام 1970 (القليوبية، شمال القاهرة). باحث في علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي، ويعمل على تطبيقه في مجالات الأدب والتربية والسياسة. من مؤلفاته: "التحليل النفسي والأدب" (2016) و"نجيب محفوظ وسردياته العجائبية" (2011)، و"سيكولوجية الألوان" (2015)، و"الشخصية المحورية في نماذج روائية مصرية" (2017)، كما قدّم مجموعة أعمال تعريفية بقضايا علم النفس مثل "اضطراب الشخصية" (2014)، و"مقدمة في اضطرابات التواصل" (2016)، و"القضايا الكبرى في التربية الخاصة" (2016)، و"سيكولوجية العنف والإرهاب في عالمنا المعاصر" (2017).

المساهمون