وفاء بوكيل: الأزمة في تونس اضطرتني لإنتاج أغنياتي

22 يناير 2015
بوكيل: الجو العام لا يساعد على الظهور والمنافسة(خاص)
+ الخط -
قالت المطربة التونسية، وفاء بوكيل، إن الأوضاع الاقتصادية في بلادها اضطرتها لإنتاج أعمالها، بعد انصراف شركات الإنتاج عن العمل، مؤكدة أنه "لو انتظرت من ينتج لي أعمالي فلن أظهر للجمهور وسأختفي".

*تقبلين هذه الأيام على طرح أغنية جديدة، فلماذا قررتِ أن تكون من إنتاجك الشخصي؟
بالفعل انتهيت تقريباً من المراحل النهائية للأغنية، وقمت بإنتاجها على حسابي الخاص لأن الظروف حالياً لا تسمح بغير ذلك. ولو انتظرت من ينتج لي أعمالي فلن أظهر للجمهور وسأختفي، وهذا ما أتجنبه تماماً، لذا كان الحل أن أتواجد بين الناس والجمهور من خلال مساندة فردية وشخصية.

* قلتِ إن الظروف لا تسمح إلا بذلك، فما هي الظروف التي أشرتِ إليها؟
الوضع التونسي أصبح أكثر صعوبة من السابق، فلم تعد هناك شركات إنتاج تريد أن تتحمل وحدها عبء التكلفة الإنتاجية لألبومات تضم العديد من الأغاني التي يصنعها فريق عمل كامل، مكون من مؤلف وملحن وموزع وفريق عمل موسيقي أيضًا، وهذا ما يتطلب الكثير من التكاليف المرهقة، لذا فعملية الإنتاج أصبحت صعبة جدًا في ظل الأوضاع العامة التي تمر بها البلاد.
( ولم تكن السنوات الأربع الماضية، هيّنة على الاقتصاد التونسي، الذي عاش منذ ثورة يناير/كانون الثاني، أحلك فتراته، حيث فقد الدينار التونسي ما بين 10 و12% من قيمته مقابل الدولار الأميركي، في ظرف سنة واحدة لينخفض من 1.35 في 2010 إلى 1.85 بنهاية 2014.
وفقدت تونس ركائز اقتصادها المحلي، بعدما تراجع إنتاج الفوسفات في سنوات ما بعد الثورة إلى حدود 2.5 مليون طن، مقابل 7.5 ملايين طن، قبل الثورة، وهو ما أدى إلى خسارة البلاد للكثير من الأسواق لفائدة منافسيها على غرار المغرب، فضلا عن خسارة ثاني مصدر للعملة الصعبة في البلاد، حيث تكبد قطاع السياحة، الذي كان يشكل 7% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، خسائر جسيمة نتيجة للاضطرابات السياسية والأمنية، التي شهدتها البلاد، وأجبر الوضع عشرات المنتجعات السياحية والفنادق، إغلاق أبوابها وإعلان إفلاسها).


*هل هذا يعني أنك ستقومين بإنتاج كل أعمالك على نفقتك الشخصية؟
إن اضطررت لذلك فلن أبخل على نفسي وموهبتي بشيء، لأن الجو العام لا يساعد أي شخص على الظهور والتواجد والمنافسة حيث الأزمات المتلاحقة التي تمر بها الأغنية والإنتاج الغنائي والفني بشكل عام في الوطن العربي كله، وليس في تونس وحدها.

* إذاً ماذا ستفعلين في الأعمال القادمة إن لم تجدي شركة تتحمل تكاليف إنتاج أعمالك؟
ما أتحدث عنه هو العبء المادي والتكاليف المرهقة لإنتاج ألبوم كامل، ولكن أنا باستطاعتي أن أنفق على أغنية منفردة، أما في ما يتعلق بإنتاج ألبوم كامل فهذا ما يتطلب شركة إنتاج، لذا سأضطر لإصدار أغنيات منفردة لتفادي تلك العقبة.

* ولماذا لا تفكرين في إنشاء شركة إنتاج خاصة وتكون تلك الشركة مصدر دخل آخر لكِ؟
لا يمكن أن أفكر في ذلك، لأن تكاليف الإنتاج كما قلت مرهقة جدًا، ولا أستطيع تحملها، كما يصعب عليّ أن أفتتح شركة إنتاج حتى ولو بالشراكة مع أحد، لأن الوضع الحالي للبلاد لا يشجع عليها، فهي مخاطرة صعبة جداً لأنني لو افترضت إقامة الشركة، فمن من المطربين حالياً يستطيع أن يضمن لي أنه سيحقق الأرباح المطلوبة والتوزيعات العالية من خلال أعماله التي سأقوم بإنتاجها له في ظل حالة الركود الملحوظة.

* وهل فكرتِ قبل ذلك في استثمار أموالك من خلال مشاريع خارج الوسط الفني؟
عندما أستعد لتلك الخطوة وأقرر ذلك، سيكون التفكير في مشروعين إما عقارات أو مطاعم، وذلك لأن العقارات في العالم العربي أسعارها مرتفعة جدًا، والمطاعم من الاستثمارات الأكثر ربحية أيضا لأن الشعوب العربية تأكل كثيراً وهذا شيء معروف.

* شاركتِ مؤخراً في أكثر من حفل خيري فضلاً عن أنشطتك المستمرة في هذا المجال، فلماذا تتجهين دائمًا لمثل هذه المشاركات؟
لأنني أرى أن للفنان دوراً فعالاً وقوياً في بناء مجتمعه ومساندته، وأنا شخصيًا أجد في مثل هذه المشاركات متعة وفائدة كبيرة في نفس الوقت.
المساهمون