وزارة الداخلية العراقية تحيل مئات الضباط للتقاعد

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الإثنين، في بيان عاجل، إحالة المئات من الضباط برتب ودرجات متفاوتة إلى التقاعد، وعزت ذلك إلى ترشيد الإنفاق وضخ دماء جديدة، فيما أكدت مصادر مطلعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن غالبية الضباط المحالين للتقاعد هم من المقربين من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.

وذكر بيان لوزارة الداخلية، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنه "تماشياً مع سياسة الإصلاح الجارية في البلاد، واستناداً لأوامر وتوجيهات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي... تقرر إحالة 428 ضابطاً من ضباط الوزارة إلى التقاعد، على أن يقضوا المدة الانتقالية بأمر الإدارة في المديرية العامة للموارد البشرية".

وأوضح أن "هذا الإجراء والإجراءات الأخرى تأتي ضمن سياسة ترشيد الإنفاق الحكومي وضغط النفقات، وبهدف ضخ دماء جديدة، ومعالجة الترهل، وتحسين الأداء في العمل...".

" من بين المحالين 47 ضابطاً برتب عميد ولواء يشغلون مناصب قيادية في الوزارة منذ عام 2005 "

وأبلغ مصدر أمني عراقي رفيع في بغداد، "العربي الجديد"، أن من بين المحالين 47 ضابطاً برتب عميد ولواء يشغلون مناصب قيادية في الوزارة منذ عام 2005.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "مستشاري جهاز مكافحة الإرهاب ووكالة الاستخبارات ومديرية مكافحة المتفجرات، من بين المحالين إلى التقاعد"، لافتاً إلى أن القرار اتخذ في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ومن المرجح أن يخلق أزمة جديدة بين العبادي وكتل سياسية داخل "التحالف الوطني"، كون أغلب الضباط المشمولين بالقرار من القيادات التي تدين بالولاء للمالكي.

القرار الذي يعد الأكبر من نوعه من حيث عدد المحالين إلى التقاعد في الأجهزة الأمنية العراقية لاقى ترحيباً واسعاً من قبل الشارع العراقي، الذي اعتبر أن أغلب تلك القيادات فاشلة ولم تقدم شيئا طيلة السنوات الماضية.

فيما ذهب مراقبون إلى أنها خطوة من الحكومة لامتصاص مزيد من نقمة الشارع على تردي الخدمات والأمن واستشراء الفقر والبطالة.

وقال المختص بالشأن العراقي، الدكتور عبدالله الخميس، لـ"العربي الجديد"، إن "الخطوة الجديدة من رئيس الحكومة، خاصة مع ربطها في البيان بمقدار ما سيتم توفيره من مبالغ سنوية، موجهة للشارع بالدرجة الأولى، فضلاً عن أنها تفهم محاولة للتخلص من القيادات الأمنية السياسية بوزارة الداخلية"، مؤكداً أنه من المتوقع أن "يتم استبدال القادة المحالين للتقاعد بضباط جدد أكملوا مؤخرا تدريباتهم في الولايات المتحدة والأردن".

اقرأ أيضاً مشهد سوري في العراق: "الحشد" و"داعش" ضد مقاتلي العشائر