واشنطن تتّهم موسكو بتقديم مكافآت مالية لـ"طالبان" لقتل جنود أميركيين

27 يونيو 2020
تشكّل القضيّة تصعيداً حقيقياً من جانب موسكو(أوليفييه دولييري/فرانس برس)
+ الخط -
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، بأنّ الاستخبارات الأميركية باتت على قناعة بأنّ روسيا دفعت سرّاً أموالاً لمقاتلين مقرّبين من "حركة طالبان" الأفغانية، لدفعهم إلى قتل عسكريين أميركيين أو عناصر من قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وقالت الصحيفة الأميركية إنّ الاستخبارات الأميركية خلصت إلى هذا الاستنتاج قبل أشهر خلت، عندما كانت حركة "طالبان" تجري مفاوضات تاريخية مع واشنطن لوضع حدّ لأطول حرب للولايات المتّحدة.
وفي 29 فبراير/ شباط الفائت وقّعت الإدارة الأميركية والحركة اتّفاقاً تاريخياً ينصّ على انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان، وعلى إجراء مفاوضات سلام بين المتمردين وحكومة كابول.
وخلصت الولايات المتحدة إلى أنّ الوحدة الروسية التي ارتبطت بمحاولات اغتيال وعمليات سرية أخرى في أوروبا تهدف إلى زعزعة استقرار الغرب أو الانتقام من الخونة، عرضت سراً مكافآت لهجمات ناجحة العام الماضي.
ووفقاً للصحيفة فإنّ وحدة من الاستخبارات العسكرية الروسية وزّعت أموالاً على مقاتلين إسلاميين ومجرمين مقرّبين من "طالبان". ولم تتمكّن الصحيفة من تحديد كم من العسكريين الأميركيين العشرين الذين قتلوا في معارك في أفغانستان في 2019 جرى قتلهم لقاء مكافآت مالية من هذه الوحدة العسكرية الروسية.


ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين لم تسمّهم قولهم إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اطّلع على هذه المعلومات وناقشها مع مستشاريه للأمن القومي في اجتماع عقد في أواخر مارس/ آذار، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأميركية تشاطرت هذه المعلومات أخيراً مع بريطانيا، التي كان جنودها في أفغانستان مستهدفين ببرنامج المكافآت هذا، شأنهم في ذلك شأن الجنود الأميركيين.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإنّ العديد من الخيارات قُدّمت إلى البيت الأبيض، من تقديم احتجاج دبلوماسي رسمي إلى موسكو، مروراً بفرض عقوبات عليها، ووصولاً إلى استهدافها بأعمال انتقامية أخرى، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار حتى اليوم. وسبق لمسؤولين أميركيين وأفغان أن تحدّثوا عن دعم روسي لـ"طالبان"، لكن إذا صحّت المعلومات الواردة في الصحيفة الأميركية فإنّ من شأن هذا الأمر أن يشكّل تصعيداً حقيقياً من جانب موسكو.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن الكرملين قوله باقتضاب إنّ هذه الاتّهامات لم تصل إليه من الولايات المتحدة، في وقت لم يردّ متحدث باسم "طالبان" على رسائل تطلب التعليق. أمّا المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي، والبنتاغون، ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، فرفضوا التعليق.
وأفادت الصحيفة بأنّ المسؤولين المطلعين على عمل الاستخبارات لم يشرحوا تأخر البيت الأبيض في اتخاذ قرار بكيفية الردّ على التقارير بشأن روسيا.
ويستند تقييم الاستخبارات في جزء منه إلى استجواب أسرى عسكريين أفغان ومجرمين. ولم يصف المسؤولون آليات العملية الروسية، مثل كيفية اختيار الأهداف وتسليم الأموال، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان العملاء الروس قد انتقلوا إلى أفغانستان أو أنهم التقوا بنظرائهم الأفغان في مكان آخر.
المساهمون